28‏/4‏/2013

شئ ما منتظر ... ولا بد منه


عبد الكاظم العبودي
الامين العام لهيئة التنسيق المركزية لدعم الانتفاضة العراقية
كتب الشاعر العراقي الكبير سعدي يوسف على صفحته في الفيسبوك اليوم، 27 نيسان 2013، وجهة نظر ذكية وجديرة بالإهتمام، ولا بد من الالتفات اليها، وفهم ما اراد به سعدي يوسف من الإيحاء والتكهن لما سينتظر العراق من خلال قراءته المتمعنة لتصريحات برهم صالح نائب رئيس الوزراء السابق والشخصية ذات الاولوية في حظوظ استخلاف جلال الطالباني لزعامة الاتحاد الوطني الكردستاني.


تصريحات برهم صالح تتزامن مع ما اعلنه بعض خطباء الساحات المنتفضة يوم امس الجمعة بتوجيه رسالة شكر وامتنان للموقف الكردي الرسمي من جرحى الحويجة والتوصية بالعناية بهم .
كما ان هناك مواقف كردية عديدة نسمعها من هنا ومن هناك على شكل تصريحات توحي لسامعيها "ولا تقربوا الانتفاضة ... وانتم أكراد" وهي تبدو للمتابع انها متفاوتة، وأحيانا متعارضة، لكنها في المحصلة تعبر عن موقف كردي لا يخلو من تفاهم مسبق، ولا بد من دراستها بشكل معمق ودقيق لكي لا تطعن الانتفاضة والثورة العراقية مرة اخرى من اقرب الساحات اليها، الا وهي الساحة الكردية في شمال الوطن التي تعتبر خاصرة عرب العراق.
ومن حقنا ان نتساءل هنا: اذا كانت لإدارة اقليم كردستان ورئاسته موقف عراقي وطني فلماذا لا تسمح ادارة الاقليم وأحزاب التحالف الكردستاني للجماهير الكردية في شمال الوطن بالانتفاض على سلطة المالكي وتسمح للقوى الكردية ان تشارك في التعبير عن مطالباتها وحقوقها أسوة مع بقية الجماهير العربية والتركمانية في المحافظات العراقية المنتفضة وكلها تقع بمحيط اقليم كردستان.
كل هذه الامور تجعلنا نعيد تساؤل الشاعر سعدي يوسف ونضعه في حلقة التركيز الاكبر للمناقشة وفهم أبعاده المستقبلية، خصوصا ان برهم صالح كان من اهم الشخصيات الكردية قربا وتنسيقا وعملا مع بول بريمر، ويكفي انه كان الوحيد في وداعه على سلم الطائرة في القاعدة الجوية الامريكية حينما غادر بريمر العراق نهائيا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لا بُدَّ ممّا ليس منه بُدٌّ
سعدي يوسف
بُرهُم صالح ،سياسيٌّ ثانويٌّ ، في إمارة السليمانية بكردستان العراق ، لكن من يتتبّع ما يَصْدُرُ عنه ، بين حين وآخر ، سوف يرى أن ما صدرَ عن الرجل ، يمكنُ اعتبارُهُ مؤشِّراً ، لأسباب عدّةٍ ، من بينها أن بُرهم صالح هو من أقدم الساسة الأكراد ارتباطاً بالمؤسسة الاستعمارية ، وأن هذا الارتباط بدأ ، كما هو معروفٌ جداً، في المملكة المتحدة ، مع نعومة الأظفار قبل أن تتصلّبَ مخالبَ.
كان عليّ أن أذكر هذه المعلومة ، لأقرأَ ما تفضّلَ به السيد صالح حول " أحداث الحويجة".
لم يكن بُرهُم صالح يحملُ همّاً عربيّاً في أحد الأيام ، وهذا أمرٌ واردٌ من سياسيّ كرّسَ حياته من أجل ارتباطٍ للأكراد بدول المتروبول ، إذاً : لماذا دافعَ عن " عرب الحويجة " ؟.
في زعمي أن الرجُلَ يُعَدُّ لمنصبٍ ( رفيع ) في الكيان النيوكولونيالي العراقي ، هذا أوّلاً .
أمّا  ثانياً ، فإن تسارُعَ الأحداث السياسية وصولاً إلى الدراميّة العنيفة ، يؤذِنُ بالبدء .
كلام بُرهم صالح يؤشِّر إلى جوار العراق أيضاً.
طنجة 27.04.2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق