عبدالستار الراوي
أثبت الحراك الشعبي السلمي منذ بداياته الاولى وحتى
اليوم ، بأنه حراك عراقي ، مناهض للطائفية وعلى النقيض من مشروعها التجزيئي ، وان
الحراك في اصله ومبناه هو ثورة وطنية على طائفية حكومة المالكي ، وعلى نهجها
الدموي في التطهير المذهبي والمناطقي ، واصرارها في إزدراء المطالب الحقوقية
وامتناع الحكومة وتسويفاتها عن إقرار مبدأ المواطنة العراقية على أسس حصيفة تحقق
العدالة والمساواة بين المواطنين كافة ، بعيدا عن الاقصاء الفاضح والتمييز الصريح
بين أبناء البلد الواحد.
والحراك الشعبي وبعد فرابة 120 يوما لايزال يحتفظ
بحرارة البداية في نهجه السلمي ، رغم كل مالحقته قوات الفاشية المالكية من خسائر
باهضة في الارواح ، وما اقترفته القوات الانكشارية من مجازر وحشية متلاحقة في
الفلوجة والعامرية والحويجة ، وبعناد إجرامي صفيق ، تعد الفاشية خطة ( الجحيم)
لتجعل من ساحات الاعتصام في كل قضاء ومدينة ميدانا للإعدامات الجماعية، ضاربة عرض
الحائط مصالح البلد العليا ، ومتجاهلة النداءات الاممية وجمعيات حقوق الانسان في
العالم .
العملية السياسية ، التي أفرزها الاحتلال الامريكي ،
افتضح امرها ، وبانت عورتها للعراقيين كافة ، منذ مجلس الحكم الانتقالي وحتى حكومة
المالكي الفاشية ، ليس فقط بسبب فشلها السياسي المريع في قيادة البلاد أو معالجة
قضايا الشعب الحيوية العالقة ، بل بتحول العملية السياسية برمتها إلى سلسلة يومية
من فضائح التزوير ، العمولات والرشى، إغتصاب ممتلكات المواطنين وعقارات الدولة ،
الاختلاسات المالية والفساد الاداري ، والمحسوبيات الطائفية .
فسرقة الاموال العامة ، التي بدأت بالملايين ، قفزت
إلى المليارات ، ولصوصها من الرأس إلى كعب القدم، وقد سجلت المالكية بنفسها أعلى
معدل للارقام في سلسلة الجرائم التي إرتكبتها ، في عدد الابرياء المودعين في
المعتقلات والسحون ذكورا وإناثا ، وفي عدد النساء اللائي تم إغتصابهن ، و في معدل
الاعدامات الشهرية في السنتين الاخيرتين .
المعارك الكبرى التي تدور على مسرح البرلمان العراقي
بمجملها تدور على المغانم الشخصية بين عصابتين ( عصابة المالكي الوزارية وعصابات
الكتل البرلمانية) الا تكفي كل هذه الظواهر أن تمنح الحراك السلمي الشعبي في
الانبار والمحافظات الاخرى فضيلة المبادرة ، وان تلقى الدعم الذي تستحقه من احرار
العراقيين ، دفاعا عن حقوقهم المشروعة ، التي تتكالب عليها عصابات العملية
السياسية بإحزابها وعمائمها وأنانيتها .. هل سمعنا يوما معركة خلاقة داخل البرلمان
المسرحي عن هموم العراقيين ؟؟؟ هل ثار نائب أو تجرأ وزير على رفع صوته لينقل إلى
المنطقة الخضراء صوت الجياع ؟ أما الكهرباء والماء والوقود والعشوائيات والبطالة ،
فأصبحت من ذكريات القرن العشرين مكانها الوحيد على جدول سلة مهملات الوزارة
والنيابة ؟
من أجل إيقاف العروض الدموية والسوداوية لمسرحية
العملية السياسية، يستمر الحراك السلمي ويتواصل صوت الحرية .
عراق واحد
والمجد للمرابطين
والسلام على الشهداء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق