عبدالستار الراوي
نعم نعم صفق الظلاميون والمرتزقة وفقهاء اللاهوت الدموي صفق الجميع لحزب
الدعوة إحتفاء بإنجاز المالكية صفحة الموت الجماعي في الحويجة ، دوًن الجميع
اسماءهم في كتاب الدم ، وإنضمت الوجوه الصامتة والناطقة لتصبح وجها شمعيا يتحدث
بلسان واحد، فزعموا أن ساحة الاعتصام كانت كما الثكنة العسكرية ، تدخر كميات هائلة
من الاسلحة وأكداس من ذخائر متنوعة ، وربما لدى المعتصمين عربات مصفحة ، ومدافع
ثقيلة ، فيما كانت القوات المالكية ،( اسرابا من الملائكة والفراشات والطيور
الوديعة)، وهم يفردون اجنحتهم البييض يحلقون بنعومة في سماء الحويجة ، وفجأة تنقض
الساحة على حمامات السلام ، لتنتزع حياة الكائنات الوديعة .
هذه الصورة ليست
خيالية ، هذا هو الرصيد لكلاميات قادة حزب الدعوة .. وبهذا الاسلوب الدعائي
المبتذل تحدث عزت الشابندر .. يقتلون القتيل ويمشون في جنازته ، هكذا فبعد أن وضع
وسام مجزرة الحويجة على صدره المكتظ بنياشين وميداليات قتل العراقيين ، أمر دولة
رئيس الوزراء تشكيل لجنة لتقصي الحقائق ، لتضاف إلى أرشيف اللجان المليوني ، حيث
اطلق أحد الكتاب الامريكيين على حكومة نوري المالكي ؛مصطلح (دولة اللجان
والمستشارين) .. ولا أظن أن حامل الاوسمة الدموية بهذا الكم سيكف عن استراتيجية
الفقاعة الفاشية ، لذلك لن يتوقف عن صنع واخراج مجازر أخرى لساحات الحراك السلمي ،
ولن تكون الحويجة آخرها كما لم تكن إبادة الزركة سوى نموذجا لتقنيات الفاشية
الجديدة ، وسوف يجعل الفلوجة بداية الحرائق ، ليعود إليها مرة أخرى، ليزرع اصابع
الديناميت في مطعم محلي يغص بالزبائن والعاملين والطهاة ، لتتناثر أشلاء الضحايا
في كل زاوية وإتجاه ،وماأقدم عليه وبأمر منه في تفتيت جثث رواد المنتدى في
العامرية ، .. يعزز هذا الظن .
المراد من كل هذا الكم القاهر من الارهاب . الوصول بالعراق إلى حافة الهاوية
، بإشعال الفتنة الطائفية بين اصابع الكف الواحدة ، بين النجف والرمادي ، بين
نينوى وذي قار .. ولانه ولد في قفص أيديولوجيا حزب الدعوة وتراثه المرضي في مناهضة
المدارس الفقهية الاخرى ، وضرورة إستخدام سياسة الارض المحروقة أو الارض اليباب ،
فإنه نسي أن العراق ليس محطة حزبية ولن يكون .
العراق مذ فجره الاول ، كان وسيبقى واحدا ، أما طائفية نوري المرضية التي
يعيش ويحيا تحت وطئتها المسلحة لن تكون بديلا لا في الغربية ولا في الجنوب ، وحده
شعب العراق (لاسنة كبيسة ولا شيعة الرفاعي) ، من سيضع النهاية الحتمية للفاشية
الجديدة ..
وسلام على العراق بشاطئيه ،
وسلام على الشهداء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق