عبد الكاظم العبودي
الامين العام لهيئة التنسيق المركزية لدعم
الانتفاضة العراقية
تتواصل الاخبار المقلقة والمنتظرة عن حدوث
المجزرة الهالكية الجديدة والمرتقبة في كل لحظة وساعة وكما يتابعها شعبنا، بدءا من
الفلوجة والانبار وديالى والعامرية، وصولا الى الحويجة الشهيدة، التي تم الاجهاز
عليها فجر اليوم بكل خسة واستهتار وإجرام بشع، لا يمكن وصفه، بعد حصار الحويجة لعد
أيام، مستعملة المروحيات وكافة انواع الاسلحة، صاحبها منع وصول النجدات والإسعاف
لحمل الجرحى والمحاصرين، كما تم احتجاز الجرحى ونقل الشهداء الى مناطق مجهولة
والتمثيل بجثامينهم وحرق خيام ساحة الاعتصام السلمية.
هذه المجزرة الجديدة المريعة، لن تكون هي
الأخيرة في مسلسل جرائم حكومة المالكي، وهي وغيرها كانت جرائم منتظرة، ومتوقع لها
أن تحدث في أي مكان من ارض العراق المنتفضة. هذه المجزرة، كان يعد لها المالكي
ومليشياته المجيشة في عشية انتهاء احتفالات سيركه الانتخابي لدولة اللا قانون،
وبمشاركة ومباركة تحالفاته اللا وطنية.
قام الجناة بجريمتهم حال وصول أولى أنباء
نجاح الاضراب العام في المحافظات المنتفضة، خشية لتطور هذا الاضراب الوطني وتحوله
الى حالة عصيان مدني، سيشمل العراق كله شمالا وجنوبا .
وإذا كان الهالكي وحكومته وتحالفاته يقدمون على ارتكاب حماقاتهم الدموية المتتالية ضد ابناء شعبنا الاحرار على مسمع ومرأى العالم كله فعلى العالم المتحضر أن يتحمل مسؤولياته تجاه شعب العراق. وما على المنتظرين والمتفرجين من السياسيين الآخرين إلا ان ينسحبوا من هذه الحكومة، ومن العملية السياسية، وعلى من انخرط في صفوف جيش الحكومة المالكية، مهما كانت ظروف تجنده وتواجده في عسكر السلطة، الا الخروج من مستنقع الجريمة الذي لا يشرف أحدا، والانضمام الى جبهة الشعب، والتخلي عن البقاء في صفوف هذه العصابات الاجرامية التي لا تحمل الا صفة جيش حكومة المالكي وحده العميلة، وليس للعراق فيها من صلة أو تسمية.
وإذا كان الهالكي وحكومته وتحالفاته يقدمون على ارتكاب حماقاتهم الدموية المتتالية ضد ابناء شعبنا الاحرار على مسمع ومرأى العالم كله فعلى العالم المتحضر أن يتحمل مسؤولياته تجاه شعب العراق. وما على المنتظرين والمتفرجين من السياسيين الآخرين إلا ان ينسحبوا من هذه الحكومة، ومن العملية السياسية، وعلى من انخرط في صفوف جيش الحكومة المالكية، مهما كانت ظروف تجنده وتواجده في عسكر السلطة، الا الخروج من مستنقع الجريمة الذي لا يشرف أحدا، والانضمام الى جبهة الشعب، والتخلي عن البقاء في صفوف هذه العصابات الاجرامية التي لا تحمل الا صفة جيش حكومة المالكي وحده العميلة، وليس للعراق فيها من صلة أو تسمية.
ان الاخبار المتوالية التي تصل عبر وكالات
الانباء، تعبر عن حالة هروب جماعي من صفوف قوات السلطة الامنية وقوات جيشها اللا
وطني. وان العشائر العربية والجماهير المنتفضة أخذت دورها في التصدي، وهي تؤدب
عصابات السلطة التي بدأت مؤشرات انهيارها واضحة، وحان التخلي عن قوات المالكي
وتركها لأسلحتها ودباباتها وهمراتها الامريكية.
ستسقط حكومة المالكي وعملية الاحتلال
السياسية ودستورها ومحاصصاتها لامحالة، خصوصا وقد خبرها شعبنا جيدا عبر عشر سنوات
من الدموع والآلام والمئآسي، وها هو شعبنا ينتفض عليها سلميا، معبرا من خلال
انتفاضته عن قدرة فائقة في الإنضباط وعدم الإنجرار وراء الممارسات الطائفية
والسلطة واستفزازاتها وتبعيتها الفارسية الصفوية المكشوفة .
تدرك عصابات المالكي حتمية هزيمتها
السياسية، وحتى في المواجهة المسلحة المحتملة و المنتظرة، وهي تعيش نزعها الأخير،
وتكابر بحماقة في ممارسة نزقها السياسي المتجبر ؛ وهي إذ تخسر كل شئ في العراق
تدريجيا ستفقد الارض من تحت أقدامها حتى في المنطقة الخضراء.
تلوح مؤشرات الهزائم لحومة المالكي، بدءا من
خسارة عصاباته صندوق الاقتراع اللا ديمقراطي ، العائد الى مراكز الاقتراع فارغا
ومزورا، ذلك ما تؤكده التقارير الاعلامية المحايدة في برقياتها من كل محافظات
الجنوب والوسط. خابت حكومة المالكي في كل محاولتها فرض التهدئة بوسائل القمع
والوعيد على ساحات الانتفاضة منذ ثلاثة اشهر ونصف ؛ لذا فإنها تقدم اليوم،
وكعادتها، الى محاصرة الجماهير العزلاء بالجرافات وإطلاق الرصاص على صدور الابرياء
العزل دون تمييز ، وهي إذ تستمر في ممارسة جرائم الاغتيال بكواتم الصوت
و تحشيد معدات قوات الشغب واطلاق الرصاص على صدور وظهور المنتفضين، فانه تشن حالة
حرب ضد الشعب العراقي.
ان ما حدث فجر يوم الثلاثاء 23 نيسان 2013
في الحويجة كان منتظرا؛ خصوصا بعد ان ابدت الجماهير اصرارها واستعدادها للتضحية
وعدم التراجع عن المطالب المشروعة مهما كانت التضحيات، وكما عكستها فعاليات
الانتفاضة، باراداتها الصلبة وتواصلها، وكما هو متوقع فان اللجوء الى الاضراب
السلمي العام الذي نجح بالأمس سيثير حفيظة المالكي، خصوصا ان الاضراب العام نجح
بشكل منقطع النظير وبنسبة مشاركة شعبية عالية، وشهد له العالم له بانضباطه وتسييره
ودقة تنفيذه، لهذا أطلقت حكومة المالكي وعصاباتها المجيشة العنان ليد انتقامها
ودفعت بمجرميها وقادة مليشياتها القادمة من دهاليز الحقد التاريخي الى ساحات
الاعتصام والانتفاضة لتنتقم بدمويتها المعهودة وبقسوة قل مثيلها ضد شعبنا، بإمرة
وإدارة وتنسيق واستشارة مسبقة مع فيلق القدس الصفوي وأزلامه .
نعيد اليوم وغدا تأكيد موقفنا الثابت الذي
لا يتزعزع وقوفنا مع احرار شعبنا في كل الساحات. وفي الوقت الذي نترحم به على ارواح شهدائنا
وندعو الى التكفل الانساني والرعاية لجرحى انتفاضتنا الوطنية ندعو
العالم الى تحمل مسؤوليته في حماية حياة مواطنينا.
لسنا بحاجة الى التذكير ببيانات ومواقف
هيئتنا المركزية لدعم انتفاضة شعبنا الوطنية العراقية الثابتة واعلان دعمها اللا
مشروط لكل احرار العراق ، فذلك عهد قطعناه على أنفسنا أمام شعبنا.
نعيد التأكيد هنا مرة أخرى، وفي هذه الساعات
الحرجة من تاريخ وطننا وشعبنا، إننا سنقف أبداً مع ابناء شعبنا وكفاحهم لاسترجاع
الحقوق المدنية والحريات الديمقراطية والكرامة الوطنية، مدركين ان نظاما فاشيا
ثيوقراطياً متخلفا بات يتشكل في العراق ويستحق منا الادانة جميعا والعمل على
إسقاطه ؛ كونه يؤسس لحكم خال من مؤسسات دولة عصرية تليق بشعب العراق وتطلعاته،
والحكم يدار بعقلية قادة مافيات سياسية واجرامية فاسدة وحاقدة.
هذا التكتل الاجرامي الحاكم سوف لا يعرف لغة
السلم ولا الحقوق الديمقراطية، ولا يعترف بحقوق التظاهر والاعتصام والإضراب السلمي
العام، وسيلجأ الى ممارسة طبائعه الوحشية، ويمارس قمعه الدامي، تلبية نداء
لمتطلبات غريزياته الكامنة الموغلة في ممارسة الجريمة المنظمة والمخططة الحاقدة ضد
كل ما هو عراقي، ثقافة وحضارة ووجودا إنسانيا.
تجاهلت حكومة المالكي مطالب العراق وشعبه السلمية
والسياسية والإنسانية، وتنكرت لنداء منظمات العالم الانسانية والحقوقية على وقف
الجرائم والتدمير الشامل لكل مكونات الحياة في العراق ، ورفضت بوقاحة مطالب شعبنا
في محاكمة مجرمي اطلاق النار على ساحة العز والكرامة في
الفلوجة والجرائم الاخرى الممارسة في العراق، التي باتت لا تعد
ولا تحصى .
وانه من الوهم والسذاجة والغباء أن يظن
المالكي وعصاباته انهم سيطوون تلك الصفحات المخزية ويتشبثون بوسائل الجريمة لحكم
العراق بمزيد من القمع والاغتيالات والاعدامات الجماعية وتزوير الارادات الشعبية
وتأجيل الانتخابات في محافظتي الانبار ونينوى وشمال الوطن ، وفي خضم احتفالاتهم
البائسة واللهو بألاعيب السيرك الانتخابي، يقدم نوري المالكي وقادة مليشياته
المجيشة على تنفيذ جريمة العامرية هذا الأسبوع، أين مارست قوات سوات التابعة
لإمرته المباشرة، وبدم بارد تلغيم وتفجير مقهى دبي في حي العامرية وهو مكتظ بعشرات
الشباب والعزل والأبرياء.
لم تعبر حكومة حكومة المالكي وإعلامها ببنت
شفة عما جرى في العامرية المحاصرة. ساد الا الصمت والتجاهل واللا
مبالاة الحكومية ومن رهط أزلام العملية السياسية المتشاركين، وكأن جثث أكثر من
اربعين شهيدا عراقيا جلهم من الشباب مجرد دمى مكسرة ومتشظية في لعبة تفجير مافيوية
قذرة مارسها جزاروا المالكي في مسلخه الخاص.
تشير كل المؤشرات الى ان نهاية لعبة
الانتخابات هذا الاسبوع تكللت بهزيمة انتخابية رغم كل ما حشد اليها من اموال وشراء
ذمم ووسائل تزوير وكرسي المالكي يهتز من خلال تراجع وهزيمة تحالفه اللا وطني ،
وتنذر الايام القادمة لهم بهزائم اخرى تامة وعلى كل المستويات. مؤشراتها باتت
واضحة تجلت في تلك المقاطعة الشعبية الوطنية الشاملة في عموم محافظات القطر لمهزلة
الإنتخابات، تعبيرا عن رفض الجماهير لموقف الإستغباء والتجاهل والتزوير لارادتها.
ان العراقيين الاحرار يرفضون دفع ابناء
شعبهم الى التضليل الديماغوجي والطائفي والى تلك الممارسة اللا ديمقراطية التي
يريد بها المالكي السيطرة على مفاصل حكم العراق لتكريس اغلبية لحزبه الدعوي وبدعم
مرتزقة تحالفه على مجالس بقية المحافظات الجنوبية، مبشرا مسبقا بحقبة فوز الأغلبية
الدعوية على مجالس المحافظات ومحلياتها، لكن سحر الساحر انقلب عليه في مجالس
العزاء الديمقراطي الطائفي ويبشره بنتائج هزيلة له ولتحالفه الطائفي.
ولكي يخفي المالكي هزيمته السياسية
اقتحم صباح اليوم الثلاثاء 23 نيسان 2013 ساحة الاعتصام السلمية لجماهير شعبنا في
الحويجة ومارس فيها بشاعة الانتقام والتصفية للحسابات الاجرامية.
وفي هذا الوقت العصيب نوجه ندائنا الى كافة
أبناء شعبنا في كل مكان، في داخل الوطن وفي الشتات وفي كافة المنافي الداخلية
والخارجية . أن يعيد الجميع افرادا وقوى سياسية ومنظمات الاعتبار لتقاليد التضامن
المعهودة في شعبنا وفي نخوته الوطنية. المطلوب منا وطنيا التظافر في مبادراتنا وفي
طاقاتنا واعادة الاحترام الى تقاليد تاريخ كفاحنا الوطني ووقفاته
المشرفة في وثباتنا الثورية، وليتجند العراق اليوم موحدا خلف انتفاضته
وثورته التحررية، وبكل طاقات ابنائه لنجدة ونصرة ابناء الحويجة، وبقية الساحات
الوطنية المنتفضة، وان تتحول هذه الوقفة الى لحظة تاريخية مع النفس والتاريخ ،
تكون صفحاتها ناصعة ومنتظرة لقيام الثورة الوطنية لاسقاط حكومة المالكي، ومعها
سيتم دفن والغاء مسلسل العملية السياسية البغيضة ودستورها وتبعيتها. لا
بد من الغاء تلك الصفحة السوداء من حقبة تاريخ العراق المعاصرة التي
جرت على شعبنا كل تلك الويلات والمصائب والانتهاكات والعبودية وفقدان الدولة
الوطنية ومؤسساتها، وانهاء حكومة المحاصصة الطائفية التي الغت حق المواطنة والحياة
والسلم الوطني والاجتماعي سدت منافذ المستقبل امام شعبنا و بلادنا.
ان مشاهد الجريمة الدامية في ساحة
الاعتصام التيي تتوارد اخباريا في هذه اللحظة لا يمكن تحملها، ولا يمكن
السكوت وصور المجرمين امامنا تعبث بكل خسة وجبن وتنفذ الانتقام خلال مجزرة الحويجة
وهي تستفز بنا ما تبقى من كرامتنا الوطنية.
هذه المجزرة بأبشع صورها منتظرة في كل
ساحات الوطن ومحافظات الوطن؛ إن لم يبادر العراقيون ايقافها، وبكل الوسائل
المتوفرة بين أيديهم، ولا يمكن تجاوز هذه المحنة الوطنية إلا عبر التآزر والتضامن
الوطني ونصرة المظلوم وإحقاق الحقوق وكنس أزلام الاحتلال.
لتكون دماء شهداء الفلوجة والعامرية
والحويجة إيذانا بإشعال شرارة الثورة الشعبية الوطنية في عموم مدن العراق.
هيئة التنسيق المركزية لدعم الانتفاضة
العراقية تعلن تجنيد كافة اعضائها وامكانياتها وانشطتها لفضح هذه الجريمة وإيصال
صوت شعبنا الى العالم لإدانة هذه الجرائم والوقوف مع شعبنا العراقي في محنته
العصيبة.
وعلى كافة اعضاء ونشطاء هيئتنا في كل بلدان
العالم بذل الجهد الإستثاني والعاجل لكي يصل جهدها وندائنا هذا الى أسماع اهلنا
وأبطالنا في ساحات العز والكرامة في العراق المنتفض الثائر. ومزيدا من الجهد
الوطني الخلاق حتى تحرير العراق شعبا وترابا وإعادته الى شعبه وأحراره وأبناء
امته.
لا بد من تنظيم كل اشكال الاحتجاج
والتظاهر والتوجه الى احرار العالم لإيصال صوت شعبنا الى العالم وفضح
المجرمين والطغاة والمتواطئين معهم.
المجد والخلود لشهداء انتفاضة شعبنا الوطنية
في الفلوجة والعامرية والحويجة وفي كل شبر من أرضنا تنسكب عليه دماء شهداء العراق
الطاهرة.
المجد لشعبنا العراقي ولأحرار مقاومته
الوطنية الشريفة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق