8‏/4‏/2013

جمعة اعتصام للمرأة العراقية


 د. ياسمين الطريحي
بعد حرب ايران والمآسي البشرية والمجتمعية كنتيجة حتمية لأي حرب مهما كانت نتائجها،  والدخول الى الكويت وماجرى بعد ذلك من حصار فاق اي حصار في التاريخ الحديث والذي مزّق مابقى من المجتمع العراقي ، وصل  الشعب العراقي الى مستوى من الهشاشة لم يستطيع لا أن يحمي وطنه من المعتدين ولا ان يدافع عمّا تبقى له من الحصار . كل هذا سهّل للغزو والاحتلال ولعملية انتخابية مشهود لها بالتزوير  بأن تفرض نفسها كأمر واقع. توقع هذا الشعب المحاصر بأن وضعه وحياته سوف تصبح افضل من كل البلدان وانه سيرقى الى مستوى البلدان المتطورة. لكنه وبعد 10 سنوات عجاف ، لم يرَ الفرد العراقي اي ضؤء يوصله الى برّ الأمان والحرية  والعدل الاجتماعي.



اذن صحا الشعب العراقي على وجود مئات من الأعداء ومئات من الطوائف ومئات او الاف من اللصوص ، لصوص علنيين ورسميين ، ورشاوى وخراب تامّ في البنية التحتية  و  ليت الامر توقف عند ذلك، ولكن حرب المتفجرات والعبوات الناسفة والاغتيالات و أمتلاء السجون والتعذيب بكل انواعه ،  واغتالت الامان الى ما لانهاية. وهكذا لو نظرنا الى الانسان العراقي نجده لا يفكر بشئ سوى البحث عن الأمان. ومن هنا جاءت الاعتصامات التي بدأت منذ 3 اشهر بعد ان فقد الشعب العراقي امله في الحصول على ابسط الحقوق واوجبها كتأمين العيش الكريم وحق العمل وحق التعليم والصحة ناهيك عن حق الامان وحكم القانون.
اذاʺ اصبح الفرد العراقي مجرداʺ من حياته وسبل العيش الكريم ، لذلك ارى ان الخطاب العراقي الموجّه ضد هذه الحكومة، التى فشلت بكل المقاييس الأنسانية والقانونية والسياسية في حماية الشعب العراقي، سواءا كان من قبل المتظاهرين والذين اكنّ لهم كل احترامي واعتزازي لصمودهم وسلميتهم  أم من المثقفين  الوطنيين العراقيين   سواءا المستقلين منهم أو الذين ينتمون الى احزاب ، مازال هذا الخطاب سطحيا ولا يحمل بادرة امل لهذا الشعب الذي يحتاج الى تأهيل انساني وقانوني ليتسنى له عبور هذه النكبات والويلات التى مرّ بها على مدى عقدين وأكثر.
لا اعتقد ان الشعب العراقي يحتاج الى ان يعرف مَن هذه الحكومة وماهى مكوناتها ومن جاء بها ومن ساعدها ومن يحميها ومن فرّق الشعب العراقي الى طوائف ووووو. ارى ان الخطاب الحالي فيه الكثير من العاطفة والشعارات الحماسية التى تزول بمجرد الانتهاء من ترديدها. ارى ايضا أنه ليس هناك خطاب موجّها الى شباب العراق وشاباته او الى طلاب العراق وطالباته ، هذا هو الجيل الذي يجب ان نوجّه خطابنا اليه  والذي نعتمد عليه لبناء  وطن جديد وفرد جديد . ليس هناك شك بأنّ هذه الحكومة سوف تزول ولن تبقى ولكن اهمّ من ذلك كيف نبنى هذا الوطن الهشّ، وكيفية القيام بتأهيل المواطن العراقي ليصبح فعلا مواطنا يعتزّ بوطنه ووطنيته ويدافع عنها بكلّ قوته بعد زوال هذه الغمّة وهذه الحكومة  ، التي ليس هناك امل في علاجها او تصحيح مسارها، لانها لم تأتِ بالعدل بل جاءت بالدماء والقتل والدمار  وبالدم تحكم. أرى ان الفرد العراقي قد سئِم من حرب الدماء والدمار والموت، الا ترون ان الخطاب العراقي يجب ان يصبح خطاب امل وبناء ليتسنى لشباب العراق من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب بأن يلتف حول هذه الانتفاضة ويطالب بحقه في الحياة الآمنة الكريمة.
 اتمنى من الأخوة وألاخوات المعتصمين ان يعوا مسألة البناء وبناء خطاب واقعي وملموس من قبل كل القوى الشابة الطامحة الى الامان واقرار الحياة السليمة. لا اعتقد ان هذا سهل لكنه ممكن اذا تجمعت الهمّة والارادة وحبّ الوطن واولا حبّ شعب هذا الوطن. بالاضافة  الى تصحيح الخطاب الوطني ، لماذا لاتكون هناك جمعة اعتصام للمرأة العراقية فقط وتأتي مليون امرأة عراقية لتقف صامته وترفع شعارات  للدول التي تنادي بحماية حقوق المراة وتصرف ملايين الدولارات لمنظمات حقوق المراة في مصر وتونس ، تظهر فيها انتهاكات هذه الحكومة لحقوق المرأة والسجينات والتعذيب والاعدامات التي  تنال من المرأة ايضا. أعتقد ان هذا العمل سوف يجذب الرأي العالمي من كل صوب الى معاناة الشعب العراقي نساء ورجالا تحت هذه الحكومة المزيفة؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق