ضياء حسن
المجزرة الأخيرة جسَّدت (براعة) الحاكم الطائفي في رسم الموت في كل زاوية من زوايا الوطن السعيد بأهله الطيبين الأوفياء لتربته الموسِّدة بدفء جثامين الشهداء الذين استقبلوا الموت وهم يرفضون التراجع عن المطالبة بحقوقهم، وهي مشروعة, فتمسكوا بسلمية اعتصامهم وواجهوا ببسالة تهديد عساكر السلطة الطائفية ممن تتلمذوا على يد فرسان الحروب القذرة وهي سمة لا أخلاقية ميَّزت أشقياء واشنطن في تعاطيهم مع شعوب تطلعت لتحقيق حريتها المسندة بنيل استقلالها السياسي والاقتصادي والمسك بالسيادة الوطنية.
وبخلاف ما أدعاه قائد القوات البرية، الذي أودع رتبته العسكرية رخيصة ووضعها رهن أشارة الحاكم الطائفي لينفذ أوامره وهو يعرف جيدا ماذا يعني حشد قوات برية تمثل لوائين مدججين بمختلف أنواع الأسلحة القاتلة والحارقة وبسيارات حاملة المياه وخراطيمها لترشه أستهلالا على وجوه المعتصمين وهم لا يحملون سوى العصي الخشبية .
وهذه القوة مسندة بقوات بطش تدربت بأشراف من جنرالين اميركيين متخصصين بأثارة الفتن بين أبناء العراق -على النحو الذي أشرنا اليه في حلقات مقالنا الذي نشرته المواقع الوطنية مؤخرا تحت عنوان الى أين يقودنا النظام الطائفي؟! – تتقدمها قوات _سوات _التابعة مباشرة للمالكي وتضم عددا كبيرا من عناصر فيلق القدس الذي يشرف عليه شخصيا الزعيم الديني الأيراني خامنئي .
وأسفرت العملية الأجرامية المخطط لها مع سبق الاصرار عن مجزرة سقط فيها أكثرمن 200مواطن من أبناءالحويجة بين شهيد وجريح .
وكما يكاد المجرم أن يقول: خذوني، فقد جاءت الحقائق لتؤكد بأن قوات (سوات) لم تكتف بقيادة المذبحة على أهلنا المعتصمين في الحويجة بل تقصدت إيقاع أكبر نسبة من الأصابات المميتة بالمعتصمين عن طريق شن حملة اعدامات منظمة بحسب ما أعلنه وزير التربية المستقيل محمد تميم الذي لعب دورا تفاوضيا بين المعتصمين العزل وقضى ساعات طوال داخل موقع الاعتصام وفي خيامهم ولم يلمس أن هناك شيئا مريبا كالأسلحة مثلا واستمر هناك الى الساعة الرابعة من فجر يوم وقوع المجزرة.
ويؤكد الوزير المستقيل بأن نفيه امتلاك المعتصمين لأي أسلحة كانت لأن عسكرهم صادروا حتى السكاكين التي كنت موجودة خارج محيط موقع الاعتصام وهي محدودة وتستخدم لاغراض الطبخ قبل أن يفرض لواء دجلة الحصار على المعتصمين، لأنه لو صدقنا الكذبة الكبيرة التي تدعي بوجود أسلحة لدى المعتصمين وأنهم فتحوا النار على قوات النظام وهي كبيرة, لما كانت الاصابات بين قوات النظام محدودة جدا خصوصا وأن الاتهام بامتلاك المعتصمين أسلحة رشاشة خفيفة اضافة الى أعداد من رشاشة K.B.Cالثقيلة والتي تحمل على الدروع, وقال الوزير ان قوات سوات هي التي فتحت النار على المعتصميين حسب ما نقله له أحد عسكريي النظام .
وكان مسؤول في دائرة الطب العدلي في محافظة التأميم قد أكد بأن الاطلاقات التي أصابت الشهداء وجهت الى الرأس وكذلك الى الصدر حيث منطقة القلب وكأن الأمر مقصود ومتفق عليه بين أطراف النظام .
فلشهدائنا البواسل الرحمة ولجرحانا الشفاء العاجل , ولتتوحد وتتعزز وقفة شعبنا المتصدية للطائفيين أعداء الشعب والأمة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق