ا.د. عبد الكاظم العبودي
الامين العام لهيئة التنسيق
المركزية لدعم الانتفاضة العراقية
ربما سيصدم المتصفح لهذا الموقع الالكتروني
أوغيره من وسائل النشر التلفزي والالكتروني ومواقع اليوتيوب وما يصل الى
قاعات التحرير للإعلام، كم هي بشاعة الصور والأفلام والحوادث والأخبار المتواردة
على مدار الساعة من داخل العراق توثق فظاعة الجرائم المرتكبة في السجون العراقية.
واذا كانت صور حالات الانتظار المريرة لمئة يوم
من التظاهرات الشعبية الجارية في عموم مدن العراق لا تكفي لرفع وإسماع صوت مظالم
أبناء شعبنا، فان ما يصل اليوم من داخل زنازين السجون من صور الأهوال باتت قضية
القضايا التي يجب تتصدر كل اهتماماتنا كعراقيين وكعرب وكبشر، لهم بقية من كرامة
وقيم إنسانية ننشدها.
علينا أن نخجل ونحن نرى كل هذا ولا نتحرك لمنعه
بكل الوسائل الممكنة.
أين ضمير هذا العالم من مظالم شعبنا العراقي . عشرية دموية احتلالية سوداء
ومظلمة مرت ولم تنته ، فما عاد الصمت ممكنا ومقبولا، ونحن نرى مثل هذه الضواري
(البشرية) المنفلتة من عقال غرائزها، وتربيتها الطائفية المقيتة تحكم العراق وبهذه
الهستيريا المريضة الحاقدة على كل ما هو إنساني.
ليرى العالم كيف تحول ذلك الحقد الطائفي
إلى ممارسة معقدة ومتداخلة من الساديات المريضة والممارسات القاسية وانفلات أغوال
الغرائز البوهيمية المنحطة بكل اشكالها عند هؤلاء الجلادين القتلة.
هل يمكن لأحد ذي بصيرة وعقل وضمير أن يتواصل وهو
يرى مثل هذه المشاهد المفجعة والمنحطة الحافلة بكل معاني الانحطاط، والكارثة ان
القائمين على حكم المضبعة الخضراء في العراق وخارجها يحتفلون في نواديهم وفنادقهم
واحتفالاتهم ومدنهم المحروسة بممارسات الحملة الانتخابية، ويدعون إن في العراق
دولة ومؤسسات ديمقراطية وقضاء مستقل، وتحكمها جماعة بأغلبية التزوير وشراء الذمم
عنوانها دولة القانون، في الوقت الذي لم يعد خافيا على العالم مجمل ممارساتها في
داخل سجونها الحكومية والخاصة تمارس تعذيبا وتنفذ عصاباتها خارج معتقلاتها
اغتيالات وخطف وابتزازات بالجملة، وهي تنتشر بترهيب منظم ومدروس جميع الناس قتلا
متعمدا واغتيالات واسعة ضد المنتفضين ورموزهم وقادتهم وشيوخ عشائرهم وأئمة
مساجدهم.
لم يعد الصمت ممكنا ومحتملا؟ ونحن نرى عذابات أهلنا، وبهذه الشراسة
والاستهتار، خصوصا ان بعض المشاهد والأفلام يجري تسريبها عمدا أحياناً لترهيب
شعبنا وكسر صلابة مناضليه ومجاهديه، أو أنها تباع وتسرب الى الإعلام، نظرا لفساد
القائمين على تلك المؤسسات العقابية وإدارات السجون والمعتقلات ومقرات الجريمة المنظمة،
وهي فرص تتيح لمتاجرة الجلادين ببيع مثل هذه المشاهد المرعبة، بأي ثمن.
كل عراقي ينتمي الى العراق فعلا معني
برؤية هذه الصور المفزعة التي تسيئ إلينا كبشر وحضارة وثقافة وقيم مجتمعية
وإنسانية، وليقطع سبابته ندما على انه إصطبغها يوما باللون الأزرق محتفلا بوهم
الوعود الزائفة تحت ظل ممارسة إحتلالية أمريكية وصهيونية وايرانية بشَّرت بها
الدبابات الأمريكية وحلفاؤها في الداخل والخارج، متحدثة عن ديمقراطية وصندوق
انتخاب واعد رغم إدراك الجميع انه كان مزوراً رُوِّج له بمباركة خطاب المرجعيات
النجفية والقمية والإسلاموية الأخرى، وبضغط وإكراه وتمويل هؤلاء الوحوش الضواري
لكي يصل المالكي ورهطه وتحالفه إلى حكم العراق.
كل الخيارات مفتوحة، ولا احد سيضمن بقاء الصبر
مكظوما في حدود المناشدات والإعتصامات والمظاهرات في العراق وهي تتجاوز المئة يوم
في الذكرى العاشرة للغزو والاستلاب والاحتلال الأمريكي وتابعه الإيراني الصفوي.
الصوت القادم من السجون بصراخ عذابات الأبرياء،
وإغتصابات الحرائر ، والتعدي على كل الحرمات وتجاوز المعقول الاخلاقي والقيمي
سيقرر مصير ومستقبل ثورة العراق القادمة لا محالة.. وقد أعذر من أنذر.
الجثث المحمولة من قاعات المجازر والمسالخ
البشرية ومن احتفالات الإعدام والمشانق والتعذيب هو رد حكومة المالكي اليومي على
المطالب المشروعة لشعبنا، وأولها وقف العنف والقمع الدموي، ووقف التعذيب والغاء
المادة 4 إرهاب، وإلغاء كل أشكال التمييز والحقد الطائفي، وحل المليشيات المنفلتة
في ممارسة الجريمة، العلنية منها والسرية، وتفكيك أجهزة وزارة الداخلية، وما
ضمَّته من مليشيات طائفية خاضعة لفيلق القدس الصفوي وأمثاله وهي المتنفذة في
مؤسسات وأجهزة حكومات دولة الاحتلال.
جنوب العراق وشماله وأهله وعشائره وأحراره
مطالبون بوقف هذا الصمت وإنهاء حالة التململ والانتظار المفجع، والارتهان الى لعبة
الانتظار لما ستسفر عنه انتخابات المحافظات التي لا تختلف عما سبقها من مسرحيات
انتخابية.
كل العراق معني بحفظ كرامة المعتقلين وعوائلهم،
لأن المعذبين هنا هم ايضا من ابناء العراق، والجلادون هنا معروفون وهم ينتسبون لمن
يسمون أنفسهم عربا وعراقيين ويدعون انهم إسلاميين وطائفيين، تميزهم بوضوح لهجاتهم
وتعابير كلامهم وحتى وجوههم المكشوفة او تحت لثام، وما تفوهوا به من كلام سمعناه
في تسجيلات الأفلام والصور المسربة.
ولا يمكن للمالكي وجلاده في الداخلية عدنان
الأسدي ولا وزيره لشؤون الإعدامات بمقر وزارة العدل وإدارة السجون، حسن الشمري،
ولا نائب جمهوريته المكلف بمهمة حصرية هي المصادقة على أحكام الإعدام، المسمى خضير
الخزاعي، أن يقنعوا أحدا في هذا العالم أن هذه الأفلام مفبركة ضدهم، بغرض إدانة
حكومة العراق.،
أو يراد بها فضح السلطة القائمة .
هذه المؤسسات السجنية يقف على وزارتها وزير نراه
كل يوم يفتخر بتصاعد ارقام قطع الأعناق التي يقطعها جلاوزته كل يوم في سجون العراق
وفي شوارعه وحاراته، ونراه يطالب ومن دون خجل بمزيد من التنفيذ لأحكام الإعدام.
حسن الشمري قاتل، والمالكي قاتل، وابراهيم
الجعفري قاتل، وهادي العامري، ومن يحيطهم بالصمت والتواطؤ في الجريمة، من سياسيين
في التحالفات والمشاركة السياسية ومجلس القضاء وهيئاته، كلهم قتلة ايضا، لأنهم
يعرفون ماذا يستهدفون؟ وكيف يستهدفون؟ ولمن يستهدفون من ضحايا المجزرة المستمرة ضد
أحرار العراق.
هل من حوار مجدي بعد اليوم مع سلطة قاتلة
ومجرمة؟؟ ونحن نشاهد عمليات القتل على الهوية؟ ونرى كل شئ، مما تستر عليه المالكي
وما يعلنه علناً عبر الفضائيات والمواقع الالكترونية وتتناقل أخبار المجزرة
الدموية في العراق صور وأصوات الهواتف المحمولة والكاميرات الخفية والعلنية.
كل الإعلام العراقي الرسمي مدان، ويتبعه في
الادانة كل الإعلام العربي المتواطئ بكل فضائياته، وكل العالم الساكت مدان، إن
استمر بصمته وتجاهله أمام همجية هذه الصور المرعبة التي تصل الى أنظاره ومسامعه كل
ساعة.
كل الجامعة العربية بكافة دولها مجتمعة او
متتنافرة ورئاسة قمتها مدانة، وهي ترى كل ذلك وتبقى تتعامل مع عصابات حكم العراق
كدولة لها مؤسسات تتبجح بالديمقراطية وحقوق الانسان.
ان غدا لناظره قريب
ملاحظة:
يمكن مشاهدة الفيلم بالضغط هنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق