17‏/2‏/2013

ناجي حرج: التظاهرات فعل جماهيري مؤثر جداً


ناجي حرج لـ (مركز أعلام الربيع العراقي) :
بغداد – احمد الطائي
وصف الناشط في حقوق الانسان الاستاذ ناجي حرج التظاهرات بأنها فعل جماهيري يشارك فيه معظم اطياف المجتمع على اختلالف مستوياتهم التعليمية والثقافية وتوجهاتهم السياسية، ولذلك لا يمكن الإفتراض أنها يجب أن تكون منظمة تنظيماً دقيقاً، فلا بدّ من توقع حصول بعض الهفوات ومسائل غير محسوبة، لكنّي اعتقد أن التظاهرات التي جرت في العراق خلال الشهر الماضي والمستمرة حالياً، تؤكد أن التنظيم قد فاق التوقعات وأنه قد جرى التحسب للكثير من الإحتمالات، وأنه قد جرت عملية تشذيب رائعة للشعارات لكي تعكس مطالب عراقية عامة وأساسية ، هي مطالب كل أبناء العراق من جنوبه إلى شماله ومن غربه إلى شرقه. 


وواصل قائلا "أهم ما في هذه التظاهرات هو سلميتها، وتأكيد المتظاهرين المستمر على ذلك، وتغاضيهم عن الكثير من مظاهر الإستفزاز الذي تقوم به السلطة ضدّهم، وإستمرار رفعهم وهتافهم بشعارات سلمية لا تدعو للعنف أو الإنتقام يسجّل للمتظاهرين عدم مساسهم بالممتلكات الخاصة والعامة، ورفضهم للطائفية المقيتة التي جاء بها الإحتلال وعملائه. ويسجل لهم، ايضاً، حرصهم على أبناء بلدهم وعلى الدم العراقي، ونتمنى أن تظل التظاهرات على هذا التوجّه المهمّ".
وعن الاعتداء الذي حصل والإستفزازات المستمرة من قبل الجيش يقول: ما حصل من قتل للمتظاهرين في الفلوجة هو جريمة بشعة تخالف كل الشرائع والاعراف. إنها إنتهاك صارخ للقوانين التي تتبجح بها السلطة القائمة في العراق حالياً، وأنها إنتهاك صارخ لكل قواعد ومبادئ حقوق الإنسان وخاصّة تلك التي تؤكدّ الحقّ في التظاهر والتعبير عن الرأي بحرّية تامّة. والقواعد التي تحرّم القتل التعسفي أو خارج القضاء، والقواعد التي تؤكد على مبدأ التناسب عن اللجوء إلى إستخدام القوة. فما الذي كان يحمله هؤلاء المتظاهرون لكي توجّه الى صدورهم النيران؟ إنهم متظاهرون سلميون لم يكن بأيديهم اية وسائل يمكن أن تُحدث أذىً لأفراد الجيش الذين باشروا بتوجيه النيران اليهم...وبالتالي فالسلطة تتحمل المسؤولية الكاملة عن ذلك وفي حالة وجود قضاء نزيه وعادل ـ وهو ليس متاح حالياً ـ لرأينا محاسبة واضحة وشفّافة لأعلى المسؤولين في السلطة. 
وأضاف : لا أعتقد أنه ينبغي أن تكون هنالك مخاوف لطالما حرص المتظاهرون على التعبير عن آرائهم ومواقفهم بصورة سلمية، فلا أعتقد أن هنالك سبباً للتخوف. ويسهم في ذلك وعي القائمين على التظاهرات، وواضح دور الأئمة وعلماء الدين ودور شيوخ عشائر العراق الذين عبّروا عن تلاحم رائع مع أبناء شعبهم، سواء أكانوا شيوخ الجنوب ام الوسط او الشمال، فأن مواقفهم كانت بمستوى هذا الحدث التأريخي، ونتمنى أن تستمر كذلك.
- هل تعتقد أنها ستحقق أهدافها بإنقاذ العراق من محنته ومأزقه الحالي؟
هذا ما نؤمن به، وما نتمناه، فالعراق ينهض الآن من كبوته، وهو مخضّب بالدماء، والمسؤولية التأريخية الآن على ابنائه أينما كانوا لكي يهبّوا لتضميد جراحه، وتقديم كل ما لديهم لكي يستعيد العراق عافيته ويعود كما كان عبر التاريخ بلد جميع العراقين بغض النظر عن أعراقهم واديانهم ومذاهبهم، فالجميع عاش وانصهر في بوتقة هذا الوطن الى أن وطأت اقدام المحتل الأمريكي فوطأت معها العناصر الطائفية والشوفينية،التي أرادت أن تحوّل البلاد الى كانتونات متصارعة حسب الدين والقومية والمذهب. إن أهم منجز للتظاهرات هو أنها أزاحت والى الأبد ـ ان شاءالله ـ كل الأفكار والدعوات التقسمية للبلاد، التظاهرات أثبتت أن وحدة العراق هي الهدف الأسمى الذي ليس دونه هدف، واذا ما تمسكت بذلك فإن إنقاذ العراق من محنته التي يعيشها منذ الغزو والإحتلال لن يكون مستحيلاً.
ـ شكلّتم مؤخرا في اوربا ما سمّي بـهيئة التنسيق المركزية لدعم الإنتفاضة العراقية، ما هي هذه الهيئة، ما عملها، وهل يمكن ان نعرف اهدافها؟
تشكيل هذه الهيئة جاء عبر تلاقح افكار عدد من الناشطين العراقيين في اوربا. وهي كما جاء في بيانها التأسيسي، تجمّع وطني مستقل يضمّ ممثلين له من كل انحاء العالم. فالهيئة فعلاً تضم ناشطين عراقيين من مختلف الساحات الأسيوية والعربية والأفريقية والأوربية. وما يجمعنا هو انتماؤنا لوطننا العراق الواحد وشعبه الموحد، ورفضنا المطلق للاحتلال وكل نتائجه، ويقضّ مضاجعنا ما وصل اليه حاله من تردِ في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والادارية والثقافية والخدمات واهم من ذلك كله انتهاك حقوق الانسان وكرامته لعشر سنوات خلت. هدفنا الآني هو تأييد ودعم الثورة العراقية الشعبية السلمية التي انطلقت منذ شهر في مختلف انحاء العراق الغالي، فنؤكد وقوفنا معها ونضع عقولنا وقلوبنا واقلامنا ونشاطاتنا في خدمتها. وهدفنا النهائي هو المحافظة على وحدة العراق، وكرامة ابنائه والعمل على بنائه ليعود، كما كان منذ بدايات التأريخ مركز اشعاع فكري وحضاري، منطلقين بذلك من ايماننا بأن الشعب العراقي ذا التاريخ المجيد لايمكن ان يرضخ للظلم ولا ان يرضى بالهوان والأنزواء بعيداً عن محيطه وعالمه. وقد وضعت الهيئة لعملها اسساً اهمها ما يلي:
ـ قدسية وحدة العراق ورفض كل مشاريع ومؤامرات التقسيم تحت اي مسمّى.
ـ محاربة الطائفية، والتوعية بمخاطرها ومحاولات استغلالها لتفكيك النسيج الاجتماعي في العراق
ـ تحريم الدم العراقي ورفض العنف والكراهية وحبّ الإنتقام
ـ الرفض المطلق لكل ما نجم عن الإحتلال من تداعيات، وما شرّعه من قوانين وانظمة وتعليمات
ـ الرفض المطلق للدستور الذي فرض على ابناء العراق في ظل ظروف الإحتلال وتداعياته
ـ الرفض المطلق لكل سياسات الإجتثاث والإقصاء 
ـ العمل على استعادة الدور التأريخي للعراق على الصعيد العربي والأقليمي والدولي ورفض اي محاولات للتدخل في شؤونه من اي طرف كان.

المصدر:
مركز إعلام الربيع العراقي


هناك تعليقان (2):


  1. مبروك موقعكم الجديد... ومبروك الانتفاضه الباسله للعراقيين.... بارك اللهبجهودكم ومن الله التوفيق ....

    ردحذف
  2. نبارك لكم انطلاقتكم ونشد على ايديكم ونسترشد بثقافتكم الوطنية لانقاذ العراق من براثن السيطرة الايرانية
    مرابط في ساحة الغيرة والشرف
    التاميم--الحويجة

    ردحذف