20‏/2‏/2013

الصمت المطبق على تظاهراتكم تعبير عن حجم المؤامرة الدولية على العراق


ا. د. بهنام نيسان السناطي
عضو هيئة التنسيق المركزية لدعم الانتفاضة العراقية
تأملوا الصمت المطبق على تظاهراتكم السلمية الحضارية وأنتم تخرجون بالملايين.. هذا الصمت الدولي المطبق والمريب، إن دل على شيء إنما يدل على الزلزال الذي ينتظر قوى الشر وأنتم تقتربون كل يوم أكثر فأكثر من النصر المؤكد.


والواقع، إن هذا الصمت ما هو إلا جلبة تقض مضاجع أعدائكم..لا.. لا ليس المالكي فقط من ترتعد فرائصه والوحيد الذي يتبول على ملابسه هلعاً لما ينتظره من حساب عسير إنما الذين شاركوا في العدوان كلهم وأولهم أمريكا زعيمة الشر، ناهيك عن العملاء الصغار الذين حسموا أمرهم وحزموا أمتعتهم بالإضافة إلى كل ما يسمى بمجتمع العاهرات الدولي الذين انقضوا عليكم يمتصون دماءكم الزكية، متوهمين، خسئوا، أن العراق أصبح في خبر كان واستقرت لهم الأمور، وأنهم قلموا مخالب أسود الرافدين وروضوا العراقيين وراحوا ينهبون ثرواتكم ويستبيحون حرماتكم في عقر دارهم ساخرين.
نعم، وألف نعم أنكم أصحاب الرسالة الخالدة.. شعب المهمات الصعبة العظيمة.. إنكم بتظاهراتكم تشكلون ضمير الإنسانية.. إنكم تكتبون أروع الملاحم، ومعركتكم، الآن، هي المعركة الفصل وكانت معارككم أبداً عبر التاريخ معارك فاصلة.. ألستم أول من قال تباً للتخلف وإلى أمام فلا تقدم إنسانياً من دون كتابة فأخضعتم القلم لفكركم الخلاق واخترعتم الكتابة؟ ألستم أول من قال تباً للموت وسعى إلى الخلود.. قلتم أيها النجباء تباً لفوضى الشرك فكسرتم الأصنام واستأصلتم الأوثان وآمنتم بالله الواحد الأحد فكان العراق مهبط الأنبياء ومسقط رأس المؤمن الأول إبراهيم الخليل عليه السلام الذي نبع من صلب هذه الأرض الطهور؟ ألم تلهبوا العراق ثورة وقلتم الويل لنار زرادشت وساسان وكانت أعتى النيران وأشرسها.. فأطفأتموها!
صابروا وثابروا فوالله إن نصركم سيهز عروشاً هي أكبر من عرش كسرى وساسان.. إنه الشوط الأخير في منازلتكم مع قوى الشر الكونية وبانتصاركم وصبركم ستطلقون رصاصة الرحمة على أمريكا الفاشست فلحد الآن لم تتضح بعد للملأ ترددات هزيمتها وهولها في العراق بصفة واضحة.
أملنا فيكم عظيم فأنتم تمسكون بالنصر واعداؤكم يرتعدون، صحيح أن الأوغاد الدوليين وعملاءهم لن (ينطوها) بسهولة.. استمروا بانتفاضتكم الميمونة ضد السفلة الذين جاء بهم المحتل واستأصِلوا المنافقين المعممين العملاء والذين ينطبق عليهم المثل العراقي: من فوق نقشي نقشي ومن جوا (الداخل) خُوَق (جمع خرقة: موصلية) محشي!أولئك الذين يجسدون القذارة وتتقزز منهم حتى الجيفة.. فللجيفة، في الأقل، فوائدها كسماد طبيعي، لكن هؤلاء خونة وليس في الارض جريمة أعظم وأنجس من الخيانة: خيانة الوطن والأهل والجيران والأرض وحليب الأمهات فهي جريمة لا تغتفر، والحق يقال، نحن أبناء العراق، طالما قضينا ليالي طوالاً لا ننام ونتساءل مرددين مع السياب: إني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون؟ ثم نضرب كفاً بكف مصدومين من قذارة من اتى بهم المحتل وسفالتهم ونصيح من اي بالوعة خرج هؤلاء الأنذال ليتطاولوا على العراق ويذلوا العراقيين؟
اعتبروا من الصمت الدولي فهو بليغ كما هو بليغ صمت العملاء الصغار في قناة الجزيرة وغيرها ولهذا فهم يلجأون إلى إغراق السمكة، كما يقول المثل الأعجمي، بالإضافة إلى التعتيم، أي أنهم يحاولون التطرق إلى مواضيع لا علاقة لها بالانتفاضة المباركة لغرض تهميشها لتحويل الانتباه عن الموضوع المركزي.
تتحدث الجزيرة عن الاحتفاء بدار السياب أو إلى الأمسيات الشعرية للانتفاضة ولا تتطرق إلى جوهر هذه الانتفاضة، بهدف آثم لرد الاعتبار واستغفال الناس وايهامهم بخبث ونفاق واضحين أن وسائل إعلامهم لا تتجاهل ثورتكم المباركة محاولين حجب الشمس بغربال.
انتم أهلها والله فتأملوا للحظات تاريخكم القريب، عندما جرعتم الخميني السم الزعاف وعندما قلتم تباً للمستحيل وانتصرتم بملحمة الاعمار.
تظاهراتكم هي أروع الملاحم التي تعيدون فيها صياغة تاريخ العالم بعد أن صنعتموه وكتبتموه قبل آلاف السنين.. لم يعد من يلعب في الساحة غيركم بعد أن كسرتم شوكة أمريكا. أما أوروبا فهي دار عجزة مهول.. فصبراً وبرداً وسلاماً ايها المعتصمون! نحن ايضا معتقلون في المنافي فكوا قيودنا لنرجع إلى ديارنا نقبل أرض الشهداء..نريد الرجوع الى ديرتنا لخدمة هذا البلد لما تبقى لنا في هذه الحياة الدنيا من عمر.
ازحفوا إلى بغداد القلب فالتوانسة والمصريون ليسوا أكثر شجاعة منكم عندما هزوا عرش وكيل أمريكا الأول الذي كان يتبجح بـ"هذه امريكا بابا"!!!انظروا اين هو الآن.. ازحفوا إلى بغداد فأنتم العراق كله وتمثلون العراقيين جميعاً. اما الميليشيات الحكومية فهي أكثر من جبانة لا عقيدة لها ولا دين ولا إيمان وتضم حثالات ومرتزقة والجميع يعلم أن المرتزق لا يريد الموت من أجل أسياده، وعندما ينفخ في الصور تراه يطلق ساقيه للريح، وان ابن البيت البار فقط الابن الحلال هو من يستميت دفاعاً عن الأرض وذوداً عن الديار وما العملاء إلا لقطاء أذلاء أاخساء حتى لو وضعوا على روؤسهم العفنة عمامة طولها كيلومتراً أو حجوا إلى البيت الحرام سبع مرات.
ما جرى للعراق لم يكن مسألة نفط أو كيان صهيوني وحسب إنها مسألة صراع ما بين الحق والباطل فالحق أنتم وارض الانبياء أرضكم واحتضنكم الرحمان فكنتم في عينه تعالى منذ بدء الخليقة. أما الباطل فجميع أعدائكم الذين سطوا بأكاذيبهم التلمودية على فكر البشرية.
يا أيها الذين دوخوا الغول السافل أمريكا وأذلوا أعتى قوة عسكرية في التاريخ! يا أصحاب المعجزات يا مخترعي العبوات الناسفة التي ألهبت بلاد الرافدين تحت أقدام المغول الجدد والتي أذلت الوحش الدنيء أمريكا المجرمة وأجهزتها الإلكترونية الذكية والغبية.. تلك العبوات الناسفة المرتجلة التي كسحت كاسحات ألغام الكاوبوي اليانكي الأثول.. يا أبناء الفرسان الذين بدشاديشهم وعزيمتهم محقوا امبراطورية عبدة النار المجوس وانتصروا برمح إيمان رسالتهم على فيلة كسرى المدرعة.. لا تراجع.. لا تراجع حتى النصر.
لاخيار لكم يا أهلي وعشيرتي غير الانتصار فبعد أن سحقتم رأس الإجرام الدولي أمريكا أيستطيع بعض الهتلية، حسب وصف الماجدة العراقية كلشان البياتي، منعكم من الوصول إلى أهدافكم؟ فاذن عليهم! عليهم!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق