جاء في دياجة بيان تأسيس هيئة التنسيق المركزية لدعم
الانتفاضة العراقية:
(إن ما يجمعنا هو انتماؤنا لوطننا العراق
الواحد وشعبه الموحد، ورفضنا المطلق للاحتلال وكل نتائجه، ويقضّ مضاجعنا ما وصل اليه حاله من
تردِ في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والادارية والثقافية والخدمات واهم من
ذلك كله انتهاك حقوق الانسان وكرامته لعشر سنوات خلت.
هدفنا الآني هو تأييد ودعم الثورة العراقية الشعبية السلمية التي انطلقت
منذ شهر في مختلف انحاء العراق الغالي، فنؤكد وقوفنا معها ونضع عقولنا وقلوبنا
واقلامنا ونشاطاتنا في خدمتها.
وهدفنا النهائي هو المحافظة على وحدة العراق، وكرامة ابناءه والعمل
على بنائه ليعود، كما كان منذ بدايات التأريخ مركز اشعاع فكري وحضاري، منطلقين
بذلك من ايماننا بأن الشعب العراقي ذو التاريخ المجيد لايمكن ان يرضخ
للظلم ولا ان يرضى بالهوان والآنزواء بعيداً عن محيطه وعالمه).
ان مسيرة عقد من الزمان
أثبتت ان الذين شاركوا في العملية السياسية عملاء فاسدون مفسدون، لصوص وسراق جاؤوا
مع المحتلين. خلال عشرة أعوام حولّوا العراق
إلى الدولة الأكثر فسادا وفشلاً في العالم والأقل أمنا. حولّوا غالبية شعبها الى
أرامل وأيتام وفقراء وأميين وزجوا عشرات الالاف من خيرة شبابه وحرائره وشيوخه في
السجون والمعتقلات. وبعد ان طفح الكيل
وبلغ الظلم مداه لم يبقَ أمام هذا الشعب الجبار إلا ان ينتفض ويثور يوم 25 كانون
الثاني 2012 ليسترد حقه المشروع في حياة حرة كريمة آمنة. واصبح لزاماً ان يسقط هذا
النظام البائس العميل وأن تسقط العملية السياسية التي فرضها الإحتلال وان يصاحب
ذلك اسقاط جميع الاجراءات والقوانين والدستور والهياكل السياسية والتشريعية
والقضائية، كونها، بموجب القانون الدولي، غير شرعية وباطلة ولا أثر قانوني لها ولا
يجب الإعتراف بها كلاً أو جزءا. كما أثبتت التجربة المريرة أن هذا النظام الفاسد
لايمكن اصلاحه ابداً لانه نظام قائم على الكذب والغش والتدليس ونقض العهود.
إن مفهوم الديموقراطية في
العراق، من بين أمور أخرى، أصيب بنكسة مروعة وجرى تدميره إما من فوق على يد سلطة
عميلة مستبدة وحاقدة بإمتياز، أو من تحت عن طريق نشر الفوضى والفساد والعنف
والحوار بكواتم الصوت والعبوات اللاصقة أو من خلال ما يسمى بالعملية السياسية التي
لم تنتج الا مزيدا من الازمات وأفرزت شلة من السياسيين الفاشلين هدفهم الاول
والاخير إغتنام المزيد من المكاسب الشخصية الانانية. كدست الاحزاب الرئيسة العاملة
في الساحة العراقية وفق المحاصصة البريمرية الوسائل الاقتصادية و السياسية لفرض
أختيارها وتنفيذ الاجندات الاجنبية وخدعوا المواطنين بأنهم يمارسون حقهم القانوني
بموجب قواعد اللعبة الديمقراطية. وبعد أن حصلت الاحزاب الدائرة في فلك الاحتلال
ومصالحه على مبتغاها ووصل من اختارتهم أمريكا وإيران للجلوس تحت قبة البرلمان
ومواقع السلطة حارب بعضهم بعضا وادخلوا البلاد في سلسلة من الازمات المروعة
وأهدروا المال العام وسرقوا قوت الشعب وملئت السجون بالابرياء من نساء واطفال
وشيوخ وشباب وفق قانون جائر لم يشهد أعتى
الانظمة الدكتاتورية في التاريخ مثيلا له ومادته (4 ارهاب) والاجتثاث والاقصاء
والتهميش. لقد ضعفت الدولة وفشلت، وفقدت القضاء هيبته، واصبح مطيّة لحكومة فاسدة،
مجرمة وهكذا فقد ساد قانون الغاب والقوة.
وبعد أن تمادت حكومة العملاء
في غيها وطغيانها لم يبقَ أمام الشعب العراقي الباسل الا ان ينفجر ويعلنها ثورة
عارمة من أجل انقاذ شعب العراق بكل أعراقه وأديانه من تسلط الفاسدين على رقابه.
هبّ الشعب يطالب بحقوقه ساعياً الى استعادة كرامته المهدورة، متطلعاً الى بناء
وطنٍ يعيش فيه الجميع ـ كما كانوا عبر التأريخ ـ بحبًّ ووئام وإنسجام.
ولتحقيق هذه الاهداف النبيلة فقد انتخى مجموعة
مثقفة خيرة من ابناء الشعب العراقي الذين هاجروا قسرا وإضطرارا وانتشروا في مختلف
انحاء العالم لكي يتحملوا شرف المسؤولية ويستجيبوا لنداء المتظاهرين الابطال في
ساحات العز والكرامة التي امتدت لتشمل ارض بلاد الرافدين من اقصاها الى أقصاها
مؤسسين تجمعاً وطنياً مستقلاً اسموه (هيئة التنسيق المركزية لدعم انتفاضة الشعب
العراقي).
هذه الهيئة هي جهد تطوعي موحد يعمل على تنسيق
الفعاليات المناصرة للثورة في خارج العراق. ان نداء وصرخات المعتصمين في تلك الساحات هي صرخات
أمهاتنا الثكالى وآهات شبابنا في السجون والمعتقلات الذين ينامون ويصحون على آلات
التعذيب وهي صرخات حرائرنا اللواتي تتمزق اجسادهن بيد ذئاب ووحوش هذا العصر الظالم
الاسود.
اننا نتطلع الى إقامة نظام ديمقراطي حقيقي في عراقنا
المنكوب وان يتم تداول السلطة فيه سلميا دون أحتكار أوتهميش لأية مكون من مكونات
الشعب العراقي ولكي نبني وطنا نفتخر به ونعيد مجده واستقلاله وسيادته، وهذا عمل
شاق ونضال مستمر ولكنه ليس مستحيلا ابدا ولتحقيق هذا الهدف النبيل ينبغي علينا أن نجابه كل الذين جعلوا أنفسهم
عبيداً للمحتلين وأسرى التعصب الطائفي الأعمى بكل أشكاله ومضامينه وذلك بتفعيل
النضال السياسي السلمي والمقاومة بكل الوسائل المتاحة لتخليص العراق من هذه الافة
القاتلة التي تخفي وجهها الحقيقي ببراقع المساهمة
والمداولة و المشاركة في العملية السياسية المشبوهة وتغلف كل ذلك بأوراق ملونة
شكلية وزائفة بمسمى الديمقراطية والالتزام ببنود الدستور الملغوم.
لنناضل من أجل بناء عراق ديمقراطي تعددي لايكون للنظام الطائفي
الدكتاتوري مكاناً فيه، بل يكون للشعب العراقي الكلمة الفصل في حياته ومستقبله
ومستقبل أبنائه. فلم يعد بوسعنا أن نتصور ديمقراطية تقوم على المحاصصة الطائفية،
ولايمكن أن يقبل العراقيون بعد الان ان تفرض عليهم معتقدات وقيم لاتتوافق مع آمالهم وتطلعاتهم ، ولا أن تفرض
عليهم مفهوماً أو منهجا مغلقا أحادي التفسير للدين والحياة والسياسة والاقتصاد لأن
فرضها يتناقض مع المفهوم الصحيح للديمقراطية والعدالة الاجتماعية. إن حرية الرأي
والاعتقاد والاجتماع والتنظيم أساسية بالنسبة للديمقراطية بل جوهرها، وأن الشأن
الاكبر للديمقراطية هو أن تحمي التنوع وتنتجه داخل ثقافة جماهيرية وطنية ، تدافع
عن مصالح المجتمع و ثرواته وتحمي أستقلال الوطن وسيادته وهي ليست مجرد عملية تصويت
وصناديق اقتراع.
لقد أنبثقت هيئة التنسيق المركزية المباركة لتعبّر عن الجانب
السياسي للانتفاضة المباركة، تنتهج الطرق السلمية لتنشيط الدور الدولي في حماية
حقوق العراقيين وفي المقدمة منها حقوق الانسان في عراقنا المنكوب والتذكير
بالالتزامات الدولية وفق الصكوك والقوانين الدولية من أجل ايصال صوت الضحايا
العراقيين بمختلف انتمائتهم وأعراقهم وطوائفهم دون تمييز او اقصاء وعرض معاناتهم
على كافة الاوساط الدولية الرسمية وغير الرسمية ومنظمات المجتمع المدني التي
يتواجدون فيها والمطالبة باجراء تحقيق
دولي محايد للانتهاكات المشينة لحقوق الانسان في العراق وزيارة السجون والمعتقلات
لتقديم تقاريرها الى المفوضية السامية لحقوق الانسان.
وقد اصبح لزاما علينا نحن العراقيين مقاومة أية كتلة أو
حزب سياسي يهدف الى تأسيس وترسيخ نظام طائفي استبدادي شمولي مقاومة فعالة بالطرق
السلمية ان كان مجديا وبكل السبل الاخرى ان استمرت الطغمة الحاكمة في غيها ،
للحفاظ على وحدة شعب العراق وارضه وهويته واستقلاله وسيادته،. ان التاريخ لن يغفر
للمتقاعسين والساكتين عن قول الحق والدفاع عن حقوقهم وحقوق ابنائهم المشروعة في حياة حرة كريمة آمنة،
ان هذه الانتفاضة المباركة هي من أجلكم جميعا ايها العراقيون ومن أجل مستقبل
أولادكم واحفادكم وبات العمل من أجل التخلص من هؤلاء الشرذمة من اللصوص والفاسدين
والمجرمين والفاشلين فرض عين على كل عراقي غيور وعراقية فاضلة ماجدة.
العراق سيتحرر بعون الله سبحانه ثم بسواعد ابنائه البررة
كل من موقعه، وما الكوكبة التي اغتالتها الايادي المجرمة في فلوجة الباسلة يوم
الجمعة الماضية الا عربون تحرير العراق كل العراق من أجل شعب العراق كل شعب
العراق.رحم الله شهداء الانتفاضة الباسلة وأسكنهم فسيح جناته مع العليين
والصديقين.
اللهم أحفظ العراق واهل العراق.
وجدي أنور مردان
عضو هيئة التنسيق المركزية لدعم انتفاضة الشعب العراقي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق