أصحاب السيادة والسعادة والمعالي
الامين العام للامم المتحدة - نيويورك
المفوض السامي لحقوق الانسان في الامم المتحدة- جنيف
رئيس البرلمان الاوربي - بروكسل
الامين العام
لجامعة الدول العربية - القاهرة
رئيس اتحاد المحامين العرب – القاهرة
رئيس اتحاد الحقوقيين العرب- عمان
رؤساء منظمات المجتمع المدني المحترمون
|
|
بأسم
هيئة التنسيق المركزية لدعم الانتفاضة العراقية التي تضّم نخبة مثقفة واعية من
شرائح المجتمع العراقي وممثلين عن الجاليات العراقية خارج العراق، وباسم اللجان التنسيقية لتظاهرات الشعب العراقي في كل المحافظات، وبأسم
منظمات المجتمع المدني العراقي المتضامنة مع المتظاهرين، نتقدم اليكم بندائنا هذا
وكلنا أمل أن تقفوا على حقيقة ما يجري في العراق اليوم من جرائم بشعة يرفضها الضمير الانساني، وان
تتخذوا الإجراءات اللازمة التي تمليها عليكم مسؤولياتكم القانونية والأخلاقية.
لقد
طفح الكيل بالشعب العراقي ولم يعد يتحمل المزيد من آلالام فخرج بتظاهراتِ
واعتصامات سلمية يطالب بوضع حد لإنتهاك حقوقه الانسانية التي اقرتها الصكوك
والاعلانات الدولية التي انتم أوصياء ومؤتمنون على تنفيذها. لقد بدأت هذه التظاهرات منذ نهاية شهر كانون
الأول 2012 وهي مستمرة بصورة سلميّة لغاية اعداد ها النداء اي لأكثر من 60 يوما.
تتلخص مطالب المتظاهرين بقضايا هي من صلب الحقوق الأساسية، ومنها الحقّ في حياة
حرّة كريمة، الحقّ في العمل والتعليم والصحّة. انهاء عمليات الإغتصاب والتعذيب
الممنهجة في السجون ومعاقبة المرتكبين. ايقاف احكام الإعدام التي تنفذ في ظل غياب
ابسط معايير المحاكمات العادلة. ومن المطالب الأساسية كانت الغاء المادة 4 من
قانون مكافحة الأرهاب لأنها تتخذ كذريعة ضد خصوم السلطة، ويجري طبقاً لها ايداع
عشرات الآلاف من الأبرياء في السجون بسبب مواقفهم السياسية، او بسبب احتمال ان
يتخذوا مواقف معينة. ابعاد الجيش عن المدن.
تعيين مقرّر خاص لحالة حقوق الإنسان في العراق. وعندما لم تستجب الحكومة
لهذه المطالب المشروعة طالب المتظاهرون باسقاطها واسقاط الدستور الذي وضع اثناء الإحتلال الأمريكي للعراق وهو ظرف يقوّض شرعيته
تماماً.
إن الجرائم التي
ترتكبها الحكومة العراقية الحالية برئاسة نوري المالكي ضد الشعب العراقي فاقت كل التصوروالتحمل
ولايمكن قبولها والعيش تحت وطأتها. انها استمرار لما ارتكب من جرائم بشعة
من الغزو الأجنبي للعراق عام 2003. حيث
يجري أهدار لكرامة الانسان وخرق فاضح لحقه الأساسي في حياة حرّة كريمة. لقد زجّت هذه الحكومة الفاسدة الالاف من
شباب ونساء وشيوخ العراق في السجون
والمعتقلات دون أي ذنب او جريمة ارتكبوها. وتجري الإعتقالات بدون أمر قضائي ، واحينا يجري
استصدار الأمر بعد القاء القبض. وفي المعتقلات، تمارس ضد المعتقلين ابشع انواع التعذيب الجسدي من كي بالنار
والكهرباء وقطع الاجزاء من اجسامهم، وضربهم بمختلف الوسائل ومعاملتهم معاملة مهينة
وغير إنسانيّة. ومن الثابت والموثّق
باعتراف رسمي ايضاً هو إغتصاب النساء والشباب والشيوخ في السجون، وانتم تدركون مدى
بشاعة هذه الجرائم وما تتركه من عذابات لا يمكن ان تنتهي خاصة في مجتمع كالمجتمع
العراقي. ولا يمكن التصور بانكم لم تتطلعوا على التقارير الصادرة عن منظمات معنية
بحقوق الانسان ذكرت تفاصيل هذه الجرائم والممارسات اللاانسانية في بياناتها
وتقاريرها. اننا لا يمكن ان نتصور بانكم لا تتابعون مايجري الان في العراق من موقع
مسؤليتكم.
لقد
اصبح العراق وبموجب تقارير الشفافية الدولية، البلد الاكثر فساداً في العالم
والاكثر ارهاباً وبطالة وفقراً. واننا على يقين بان ضمائركم تابى قبول استمرار هذه
الجرائم و الفساد و الارهاب. وعليه فإننا نناشدكم أن تخرجوا من صمتكم المطبق
وتدينوا وتستنكروا الجرائم التي ترتكبها حكومة رئيس الوزراء الحالي ضد ابناء الشعب
العراقي.
أصحاب
السيادة والسعادة والمعالي،
نستغرب
كذلك اشد الاستغراب تجاهلكم وعدم مبالاتكم لتهديدات ( رئيس الوزراء الحالي) ووعيده
بقتل وإبادة المتظاهرين والمعتصمين السلميين الذين يطالبون بحقوقهم المشروعة. ان
كلامه موثّق بالصوت والصورة حيث تحدّث أمام شاشات التلفاز. كما انه يقف وراء تشكيل
المليشيات الطائفية لتهديد المتظاهرين بهدف جرهم الى المواجهة. كما انه دفع بالجيش للأحتكاك بالمتظاهرين فوقعت
مجزرة في مدينة الفلوجة اذ قتلت قوات الجيش ثمانية متظاهرين سلميين من اهل المدينة
يوم الجمعة المصادف 25/1/2013. واذا ما أستمر رئيس الوزراء ( المالكي) في اسلوبه
الاجرامي هذا فان العراق سيواجه مجزرة بشرية مرعبة يروح ضحيتها مئات الالاف من
ابنائه. ومن هنا فاننا نناديكم بأن ترفعوا
اصواتكم وتشجبوا وتدينوا تصرفات السلطة الحاكمة في العراق فانكم ستتحملون
المسؤولية الانسانية والاخلاقية من موقعكم على رأس المنظمات والهيئات الدولية
والاقليمية التي من صميم واجباتها صيانة وحماية حقوق الانسان وكرامته وحياته قبل
كل شيئ.
أصحاب السيادة
والسعادة والمعالي،
إن الشعب العراقي
لا يطلب منكم ان تقفوا الى جانبه في محنته
بل ان تقفوا الموقف الذي تمليه عليكم مسؤولياتكم وظمائركم. وسيسجل التاريخ لكم وقفتكم هذه بكل احترام
وتقدير. إننا نناشدكم ان تتحملوا
مسؤولياتكم القانونية والاخلاقية، نطالبكم ان تتدخلوا فورا لايقاف المجزرة التي
ينوي رئيس الحكومة الحالية واعوانه القيام
بها.
وتقبلوا فائق
تقديرنا واحترامنا
هيئة
التنسيق المركزية لدعم الانتفاضة العراقية
لجان
التنسيق في المحافظات
منظمات المجتمع المدني في العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق