18‏/2‏/2013

أليس فيكم حراً رياحياً ينتصر لأهلنا في الانبار؟


فالح حسن شمخي
عضو هيئة التنسيق المركزية لدعم انتفاضة الشعب العراقي
يواجه عراقنا الشامخ هذه الأيام أخطر مرحلة من مراحل وجوده بعد أن تمكنت قوى الرذيلة من الهيمنة عليه ونشر الدمار في أرجائه والعمل على تمزيقه وإخماد الصوت العروبي فيه.



فالواقع الحالي يشير إلى أن محنة العراق وشعبه في منتهى الخطورة، فهذا البلد دخل، اليوم، مرحلة حاسمة تحتم على أبنائه الاختيار وبإرادة واعية بين الخير وبين الشر، بين التبعية للمحتل الإيراني وبين الاستقلال والانعتاق، فخطر التقسيم الطائفي والعرقي الرهيب قائم، ومخطط تقسيم العراق الذي يحتفظ فيه (بايدن) لايزال موجوداَ في درج مكتبه والمؤامرة الصهيونية الفارسية التي تريد أن توجه طعنة قاتلة  إلى جمجمة العرب تلوح في الأفق والمعطيات كلها تشير إلى ذلك.
المطلوب، اليوم، من أبناء العراق الانتباه إلى هذه المرحلة الخطرة قبل فوات الأوان، وعليهم اليوم كعشائر عربية أصيلة في الفرات الأوسط وجنوب العراق الالتحام بالثورة التي مهد لها أبناء العشائر العربية الأصيلة في الموصل وديالى والرمادي، وعلى عشائر الجنوب واجب تحرير العراق من رجس الاحتلال الفارسي وعليهم الحفاظ على وحدته أرضاً وشعباً، فعشائر بني لام والزبيد وكنانة وربيعة وآل بدير والظوالم مدعوين، اليوم، قبل أي وقت مضى إلى  أن يهبوا لنصرة العراق وإلى مساندة أبناء المناطق الغربية لكي يعيدوا أمجاد السلف الثائر في ثورة العشرين وعليهم استنهاض أمجاد الشيخ شعلان أبو الجون والشيخ ضاري المحمود والحبوبي وأبناء تلعفر.
أتشوق للسفر إلى العراق لزيارة قبر أبي وجدي لأسألهم عن حقيقة الحكايات التي سمعتها منهم واستجوبهم عن حقيقة حدثوني عنها وهي غائبة، اليوم، هل أنا حقا أنتمي إلى عشائر عربية تسكن في جنوب العراق أم أننا أقوام انتموا إلى العروبة في غفلة من الزمن؟ إن أهم ما تمتاز به العشائر العربية على حد علمي "النخوه" فلماذا لا تنتخي عشائر الجنوب لنصرة ابناء الانبار؟ ولماذا لا تنتخي لنصرة العراق وهو يتعرض للتقسيم؟
لا نريد  تكرار المقولة (قلوبنا معك وسيوفنا عليك إرضاء للأمير)، عليهم ان يستنهضوا روح الحر الرياحي رضوان الله عليه في نفوسهم ويشمروا عن سواعدهم فهذا هو يومهم، أليس فيهم حر رياحي ينجد حرائر العراق؟ أليس فيهم حر لنصرة أهلنا في الانبار؟ هل تمكن التومان والدولار من الهيمنة على مقدراتهم؟ هل أرعبتهم الأحزاب الطائفية؟ لماذا الصمت، لماذا الصمت؟ أنا خجل وغيري الكثيرون من أبناء الجنوب خجلين من صمتهم المريب وتورط بعض أبنائهم في قتل أبناء الفلوجة الشامخة، الخجل يملأنا ونحن نشاهد الفضائيات التي تنقل لنا صورة رجل من هذه العشيرة أو تلك يرتدي "اليشماغ" والعقال يخرج بتظاهرة مؤيدة لنظام أقل ما يقال عنه إنه انتهك الأرض والعرض، أهذا هو شرف أبناء العشائر؟ أهذه هي شيمة أولاد الحمولة"؟ ما الذي أصابكم؟.
إن الشك بدأ يتسرب إلى نفوس أبناء الجنوب العراقي الشرفاء من أن معركة ذي قار التي قادتها قبيلة بني شيبان لم تكن حقيقة أو أن أبناء القبائل في جنوب العراق لم يشاركوا في معركة القادسية التي انتصر فيها المسلمون على الفرس، فاين أبناء محافظة ذي قار"الناصرية" وأين أبناء محافظة القادسية "الديوانية" مما يحدث، اليوم، فلا نسمع صوتاً لأبناء عشائر عبوده وبني سعيد وغيرهم  في الناصرية ولا نسمع صوتاً لآل بدير والفتله في الديوانية وِلمَ لم ينتخوا لما يصيب أخوانهم في الفلوجة، بل الأكثر من ذلك لم نسمع أن أهل الرارنجية وأبو صخير والجفل والمشخاب رفعوا أصواتهم انتصاراً لحرائر العراق، هل كانت ثورة العشرين وشعلان أبو الجون وليراته الذهبية العشر كذبة؟ هل كانت مذكرات الانكليزي الدكتور سندرسن باشا كذبة وهو يصف شجاعة الرجال المقاتلين في الجفل وهوستهم المعروفة "الطوب أحسن لو مكواري"؟ هل كنا نعيش كذبة اسمها التأريخ؟ نحن لا نرى في هذا الفرات الأوسط ما كنا نتمنى أن نراه، أما أنتم يا عشائر البو محمد "بيت شميل، بيت سليم" البيضان، السودان، البو علي، وأنتم ياعشائر السواعد "بيت زامل، الحواس "وأنتم يا بني عكبه، وبني لام، كنانة، كعب، بني زيد، السراي، الدلفية في البصرة، العمارة، الكوت لم نسمع لكم صوتاً وكأنكم تنامون نومة أهل الكهف، هل تم هذا بفعل الأفيون الإيراني؟ ما الذي حصل أجيبونا.. بددوا مخاوفنا ولو برسالة تأييد معنونة لإخوانكم العشائر العربية في الرمادي والفلوجة والموصل وديالى وصلاح الدين وكركوك، هبوا يا أبناء عمومتي فأيام المجد والكرامة سريعة وأخشى أن تتأخروا عن اللحاق بها ويومها لن ينفعكم الندم، يوم  تسود وجوه وتبيض وجوه، اللعنة اللعنة، كل اللعنة على من يرى عرضه وأرضه وماله يتعرض لما يتعرض له اليوم في العراق ولا يمتشق سيفه، تذكروا ما قاله الإمام علي عليه السلام عن أشباه الرجال فلا تكونوهم، تذكروا ما قاله الصحابي أبوذر الغفاري رضوان الله عليه، تذكروا قول سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في معركة القادسية "تمايزوا" فها هو يوم التمايز وها هو يوم البيارق والساريات.. وهاهو يوم الرجال الرجال.
 فنحن القادرون بعون من الله على تحطيم هذه المؤامرة لأن اراداتنا أقوى من كل إرادة وإن النصر حليفنا ولو تألبت علينا قوى الشر العالمية قاطبة، فنحن ندافع عن قيم الحق ضد الباطل، وإن القضايا العادلة للشعوب لابد أن تنتصر في النهاية رغم التضحيات الجسام.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق