17‏/2‏/2013

بغداد والعشائر العراقية الاصيلة ضمان وحدة العراق

فالح حسن شمخي
عضو هيئة التنسيق المركزية لدعم انتفاضة الشعب العراقي
من المواضيع المهمة والساخنة والتي لابد لابناء العراق اليوم من معرفتها وتناولها في ما يكتبون وفيما يتداولون هو ان مايسمى بالعملية السياسيه والقائمين عليها و التي انتجها المحتل الامريكي في الرمق الاخير وان الطريق الذي لابد لهم من سلوكه للمطاولة هو طريق الارض المحروقة والمعروفة تأريخيا وهي اثارة النعرات العرقية والطائفية بين ابناء البلد الواحد.


فهم يتعاملون اليوم مع الذي يجري على الارض بجنون واساليب هستيرية بلا هدف معين جل هدفهم هو التدمير بهدف التستر على ما اقترفوه بحق العراق وشعبه على مدى السنوات العشر العجاف وهنا لا نريد ان نتحدث بمنطق الذين يعتقدون بوجود استراتيجية معينة في مكتب رئيس مجلس الوزراء او في مكاتب الاحزاب المشاركة في العملية السياسية البائسة بل بما نراه بالعين المجردة وبالملموس ومانراه بوضوح هو ان العملاء قد يتحولون الى ثور هائج لايرى ابعد من انفه بعد ان ايقنوا من خسارتهم المنكرة امام المد الجماهيري المتنامي الذي يمثل الصراع الدائر بين الحق والباطل، بين اهل البيت واللصوص .

ان الانتفاضة العراقية الباسلة التي انطلقت من الانبار والتي اذهلت القاصي والداني بزخمها واصرارها على الحاق الهزيمة المنكرة بالباطل والتي اذهلت ابناء العراق والعالم بدقة تنظيمها وانضباطها وسلميتها وباسلوبها في ادامة زخمها وتطورها بما يتناسب مع العمل التكتيكي لحكومة المنطقة الخضراء وبالتالي فهي تمثل الفخ الذي نصبه ابناء العراق باحكام لدعاة الديمقراطية المعلبة امريكيا ، والانتفاضة هي انتفاضة عراقية وطنية وعربية واسلامية بامتياز ، تدافع عن ما يتعرض له ابناء العراق من اذلال واقصاء وتهميش وانتهاك للحرمات.
ان الامر الواقعي الذي لابد لنا من الاشارة اليه هو ان اية انتفاضة في العالم يتسلق قطارها الماضي بسرعة الضوء لتحقيق النصر البعض من العناصر الانتهازية والمصلحية واصحاب الاهداف المرحلية والذين يحاولون ان يثيروا حولهم ضجيج اعلامي مفبرك وغير مفبرك عبر البيانات ومواقع الانترنيت او عبر الفضائيات التي تعرف حجم هذه القوى وبالتالي تعطيها مساحة اوسع والاهداف معلومة، بهدف ان تضع اسما لها على لائحة المنتفضين ، ان مناقشة مثل هذا الموضوع مهم اليوم بسبب تعرض عراقنا لابشع خطة امريكية صهيونية فارسية بهدف تقسيمه وبالتالي فأن اية انتفاضة لاتؤمن بوحدة العراق وامتداده العربي والاسلامي حتى وان استخدمت نفس المفردات اللغوية التي استخدمتها الشعوب في مقارعة الظلم والطغيان فان مصيرها الفشل .
ان الحفاظ على الوحدة الوطنية العراقية و سلامة الوطن تكفله اليوم بغداد بكل ماتحمله هذه المدينة من عمق تاريخي وحضاري وتكفله العشائر العراقية الاصيلة ، فالعشائر اليوم هم صمام الامان الاول لوحدة وسلامة العراق وهم من يعبر عن الايمان الراسخ قولا وفعلا بامتداد العراق العربي والاسلامي وبالتالي فأبناء العشائر يمثلون كل الطوائف والمثال على ذلك عشائر دليم وجبور وعبيد وشمر ويقال ان البو محمد في جنوب العراق اصلهم عزه اما عشائر الاكراد والتركمان فهم يمثلون كل الطوائف ايضا والمثال على ذلك البياتي والاكراد الفيلية اما عشيرة الاكراد البرزنجي فهم ينتمون الى الدوحة المحمدية ويقال انهم من اصول عربية وان اي منصف يريد ان يعرف حقيقة مانقول ندعوه لمراجعة تاريخ العشائر العراقية وانتمائها الطائفي وان يعود الى مرحلة دولة الخروف الاسود والابيض والسلاجقة والبويهيين ليعرف ماالذي نعنيه ويعرف ماتعنيه اللحمة بين العشائر العراقية ، اما من يريد التصيد في الماء العكر فلا مجال لمناقشته فانتفاضة ابناء العشائر العراقية تسير بالطريق الذي ينقذ العراق من براثن التقسيم عبر انتفاضتهم السلمية اما ماعدى ذلك فهو هراء في هراء .
ان الاحزاب التي تشارك في العملية السياسية والتي تريد التقسيم من خلف الستار والاحزاب الموسمية والحركات والتجمعات المصلحية التي تريد الفتات قد انفضح امرها وباتت مخططاتهم مكشوفه ومنطق الاحداث اليوم في العراق يؤكد بما لا يقبل الشك بانها لا تقوى على مواجهة حركة الجماهير العراقية الزاحفة ان شاء الله من اجل وحدتها ونيل حقوقها المشروعة بعيش حر كريم وتأريخ العراق عبر الاف السنين يثبت مانقول ويثبت ان العراق كطائر العنقاء ينهض بالرغم من الجرائم البشعة التي تعرض لها عبر تاريخه الطويل ، فالتاريخ يحدثنا عن تأمر اليهود في فتح ابواب بابل امام كورش الفارسي ويذكرنا بما فعله نبوحذ نصر ويذكرنا بمعركة ذي قار والقادسية وما تعرض له على يد المغول وماتعرض له على يد الاستعمار البريطاني وعلى يد العلوج الامريكان في العصر الحديث ، انها ارض السواد ايها السادة ، انها ارض العراق، ارض الرجال ، ارض الحضارة والفكر ، انها الارض العصية على الغزاة وتابعيهم بعون الله وبهمة وشجاعة وبسالة ابناء العشائر..
نعتقد جازمين ان العمود الرئيسي الذي تستند اليه خيمة العراق بالاضافة الى ابناء العشائر العراقية هو مدينة بغداد الحبيبة عاصمة الرشيد ومنارة العلم والعلماء عبر التاريخ التي تمثل صمام الامان الثاني لوحدة العراق بعد العشائر العربية ، فبالرغم من الغزو المغولي القديم والحديث ورغم زحف الذباب الامبريالي والصهيوني والمجوسي عليها من كل مكان بعد ان غيب الناطور وللاسباب المعروفة ، فهي منيعة عصية على اي تقسيم عرقي اوطائفي وللاسباب المعروفة والتي نريد التذكير بها وهي ان عدد الاكراد الذين يسكنون بغداد ثلاثة ارباع المليون وجل هؤلاء يعملون في التجارة اي ان لهم مصالحهم التجارية والكثير منهم من الذين امن بوحدة العراق وله امتدادات عائلية مع شمال العراق ، وان مدينة "الثورة"، "الرافدين" ، " مدينة الصدر " تضم اكثر من مليونين " اكثريتهم من الشيعة" وكذلك الحال مع مدينة الكاظمية والشعلة وحي العامل ولهؤلاء امتدادات عائلية وعشائرية مع الجنوب " البصرة " ،"ميسان"، " واسط"، والفرات الاوسط بمافي ذلك النجف وكربلاء ، اما المدن الاخرى والتي تضم غالبية " سنية" فهي معروفة وهم يشكلون نسيج بغداد الاساسي قبل هجرة ابناء الجنوب الى بغداد بسبب ظلم الاقطاع لهم واهم هذه المدن الاعظمية والكرخ القديم " شارع حيفا" ومايحيط به من احياء قديمة ، اما الاحياء الجديدة فهي اليرموك ، المنصور ، حي الجامعة ، حي الجهاد ....الخ فلها امتداد مع محافظة الانبار ، الموصل، صلاح الدين، وهنا لابد من من ان نذكر باننا لانؤمن بهذه التقسيمات الطائفية والعرقية كعراقيين فابناء العراق متداخلين عرب واكراد ، مسيحيون ومسلمون ،صابئة ويزيديون، وهنا يمكن القول لمن لايعرف بغداد ان هذا التوزيع والتداخل لايعني الاختلاف .
حدثني ابي عن جدي بأن اهل بغداد القدامى كانوا يتعاونون مع بعضهم البعض بتلاحم قل مثيله ايام الغزوات التركية والايرانية الصفوية، فكان ابناء بغداد (السنة) يتسترون على ابناءها (الشيعة ) ايام غزو الاتراك لها وان ابناءها (الشيعة) كانوا يتسترون على اخوانهم (السنة )ايام الغزو الصفوي لها والتستر هنا بسبب اجندة الاحتلالين اللذان ارادا سفك الدماء والارتكاز على الطائفية في احتلالهم وقد تجسد هذا التلاحم حديثا من خلال هتاف ابناء بغداد وهم يعبرون جسر الائمة "ابوحنيفة النعمان والامامين موسى الكاظم ومحمد الجواد" والذي يقول " اسلام سنة وشيعة وهذا الوطن ما نبيعه" ، ان مايفكر به الامريكان والصهاينة ومايخططون له سوف يتكسر على صمود النشامى من ابناء العشائر وابناء بغداد الذين سيكونون راس الحربة في النصر القريب ، يوم يعرف العالم اجمع بأن العراق عصي على مخططات الامبريالية والصهاينة والفرس المتسترين بالدين ، ويوم يعرف ان العراق هو العراق ،قاهر امبراطوريات الشر .
ندعوا ابناء العراق الذين غرر بهم والذين ترددوا في الدفاع عن الارض والعرض والمقدسات ان يتركوا الصمت وان يعودوا الى الضمير والى التأريخ قبل فوات الاوان يوم (تبيض وجوه وتسود وجوه ) وان يلتفوا حول انتفاضة الاهل في الانبار والموصل وديالى وكركوك ، ففيهم الامل وهم طريق النجاة للحفاظ على عراقنا الابي وان لانلتفت الى تخرصات البعض وان لانستمع الى البراميل الفارغة التي تثير صوتا اكبر من حجمها فطريق الحق واضح وطريق الباطل واضح واعداء العراق وشعبه يعرفون حقيقة الامر فالصراع اليوم على المكشوف فلنعمل بتعاون و تضامن من اجل بناء العراق الحر الكريم ، عراق الشورى والديمقراطية والتعددية الحزبية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق