محمد الشيخلي
تمر علينا الذكرى العاشرة لاحتلال العراق، وتدمير العراق، وتمزيق العراق، وتقزيم العراق، وذبح العراق، ونهب العراق، ضياع حضارة وسرقة تأريخ، وقد أكون محظوظاً اليوم وأنا بطريقي لقناة بي بي سي العربية في لندن لتقديم حلقة خاصة عن احتلال العراق، أن التقيت بوزير الخارجية والعدل البريطاني الأسبق جاك سترو،
في صالة البي بي سي، فدار بيننا حديث بعد أن عرفته بنفسي، ومن أكون، فانفرجت أساريره وهو ينظر الي، ويتبادل معي الكلمات الكلاسيكية للمحادثة، وهو لا يعلم ما أضمر له، وأنا أنظر اليه من فوق الى تحت احتقاراً له ولمواقفه الإجرامية بحق العراق وشعب العراق (رغم أنه قصير جداً ولا يصل الى ثلث جسدي) فكان يرفع رأسه وهو ينظر الي، وقفت أمامه وعقلي وفكري محمل بهموم العراق ودماء العراق وشباب العراق ونساء العراق، وأرجع بذاكرتي التي أصبحت كفيلم تراجيدي يمر أمامي بسرعة البرق، فتماسكت لأريه قوتي ومدى صلابتي، لأني ولا أخفي عليكم دمائي كانت تغلي غليان البركان، وهي تستذكر صور الموت في بلدي، وصباحات العراق الدموية، والأشلاء الشريفة الممزقة بشوارع بغداد.
قلت له سيد سترو، وهو متعطش لما سأدلو به، وانفجر البركان، فصرخت بوججه القميء هل يستحق تغيير النظام في العراق أن تقتلوا مليون ونصف انسان بريء في العراق، وترملوا مليون أمرأة، وتشردوا الأطفال، وتقتلوا العلماء؟
ألا تشعر بالخجل وأنت تكذب على المجتمع الدولي بإمتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل؟
ألا تخجل من تدمير أولى الحضارات البشرية، وتستبيح آثاري وتأريخي؟
ألا تشعر بالخجل أنت وسيدك توني بلير؟
أياديكم ملطخة بدماء العراقيين، أياديكم تقطر بدماء شعبي، أنت دموي، أنت عار في تاريخ بريطانيا، أنت مجرم، هل ستعتذر من الشعب العراقي أيها المجرم؟
فسكت جاك سترو، وبهت الذي كفر، وتعطلت لغة الكلام بيننا، فطأطأ رأسه ورحل
والله على ما أقول شهيد
|
فطوبى لك أيها الشعب العراقي، فرجالك الرجال لهم إن شاء الله بالمرصاد.
ملاحظة:
نشر المقال هنا، وأعدنا نشره بعد إجراء بعض التصويبات الطباعية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق