11‏/3‏/2013

العراقيون نجحوا في النهوض والبناء وسينجحون في الثورة

سيروان بابان
لن نستعرض كيف بنيت الأمم والحضارات التاريخية على أرض وادي الرافدين العراق التاريخي وكيف قاد العراقيون تلك الامم والحضارات والشواهد، ولكننا سنتحدث عن التاريخ القريب، أي منذ نشأ تاريخ العراق حيث جرى كثير من الصراعات الدولية والاقليمية للاستحواذ على الأرض العراقية بعد اكتشاف أهم معدن في باطن الارض هو النفط.



مرّ بالعراق الكثير من الانقلابات والثورات السياسية ولم تستطع الحكومات الملكية والجمهورية منذ العام 1921 حيث تم تنصيب  الملك فيصل على العراق وحتى مجئ الحكم الجمهوري ووصولا الى ثورة 17 -30 من تموز وما مر بها من ظروف عصيبة لترى النور وكانت تلك ثورة التحرر والاستقلال والنهضة والبناء، التي استطاعت توحيد الشعب والوقوف صفا واحدا مع القوى الوطنية الخيرة لانجاز التقدم السريع في البناء والتنمية على جميع المستويات والاصعدة، وبعد أن أدرك الشعب العراقي أنها الثورة الحقيقية للنهضة التنموية، واستطاعت الحكومة العراقية منذ العام 1968 العمل سريعا لمواكبة العصر في البناء والتقدم وكان شاهدا على عصر تاريخ بناء العراق وكان اسرع مما توقعت الدوائر الاستعمارية التي حاولت تعطيل عجلة الاستقلال السياسي والاقتصادي وعجلة التقدم والبناء وشهد العراق خلال السنين العشر الاولى بعد الثورة اسرع عجلة بناء على مدى تاريخ العراق، علماً أن ميزانية العراق الاقتصادية المالية لم تتعد، حينها، اقل من ربع الميزانيات الحالية من مبيعات النفط، وجميعنا يعلم ان سعر النفط في السبعينات وحتى العام 1980 لم يتعد 20 دولاراً للبرميل او اقل، ولكن الاخلاص والصدق والامانة لدى القيادة التي قادت البناء والقاعدة الشعبية التي تمثلت بقيادة الدوائر المركزية لقيادة الدولة والمجتمع كانت من الامانة والاخلاص الذي لا يوصف في الحفاظ على المال العام والخاص واستغلال كل الاموال باتجاه البناء التنموي للمواطن العراقي ..

ولاحظنا جميعا تلك المرحلة الانفجارية ومن ثم كيف بدأت المؤامرات الاستعمارية والخيانات المتتالية بالتعاون مع الدول الاقليمية التي ارادت ايقاف عجلة التقدم التنموي السريعة والتي كان من المقرر ان ينتقل العراق فيها إلى صفوف الدول المتقدمة.
وعلى الرغم مما مر بالعراق من حروب ودمار وحتى احتلال مباشر، فقد بقيت شواهد تلك النهضة الكبرى، ثم لاحظنا خلال 10 سنوات من الاحتلال كيف وصل العراق إلى مستويات من الفساد والدمار، فاق بها الدول المتخلفة كلها على الرغم من الميزانيات الفلكية التي تعادل ميزانيات دول مجاورة.
وعلى الرغم من جميع الاجندات الاقليمية والدولية لتمزيق وحدة الصف العراقي وتحطيم القدرة البشرية والعلمية والعسكرية العراقية وانشاء مجتمع جديد وحكومات جديدة بعيدة كل البعد عن بناء العراق وبناء مجتمعات موحدة، واتجاهها نحو تمزيق وحدة المجتمع العراقي بالطائفية والعرقية التي لم يعرف الشعب العراق منها شئ، بقي الشعب متماسكاً، ولكنهم مازالوا يلعبون ورقتهم الطائفية لتدمير العراق، بعد أن أفشل الشعب أساليبهم كلها.

لكن بعد ان وصل الشعب العراقي وادرك وراجع التاريخ القريب وقارن بين الماضي القريب والحاضر وبات يعرف من كان مخلصا لتراب العراق ومن كان يبني ومن يهدم، اتجه العملاء والخونة لاستغلال السذج والبسطاء من عامة الشعب ليمرروا اجندتهم الطائفية وما نراه اليوم من اشاعة فوضى الطائفية مرة اخرى والتي جاء بها المحتل الامريكي والفارسي الذي يطمح لاعادة الامبراطورية الفارسية المهزومة سابقا على يد سعد ابن ابي وقاص، ولاحقا على يد رجال العراق في القادسية الثانية، لم يكن امام اعداء الارض والانسانية الا ان يتفقوا على اغتيال العراق والتاريخ الشعب الجبار ...
اليوم ادرك الشعب ولم يبق في الصبر بقية وانتفض نحو ساحات العزة والكرامة ليقول كلمته أن العراق لن يكون الا للعراقيين النجباء والمخلصين ولن يكون العراق الى للعراق ولن يكون العراق الا لابنائه وبناته وسادته وتاريخه.
يا أبناء العراق في جميع ساحات العزة والكرامة.. يا أبناء العراق في جنوب العراق ووسطه أدركوا حجم المؤامرة وقفوا مع اخوانكم ولا تنخدعوا برسائل ايران وما تدفع به على اساس حماية الطائفة.. وعليكم ان تعرفوا أن من يحميكم هو وطنكم وتاريخكم ومجدكم.. تذكروا انكم وتاريخكم من هزم كسرى وجيشه.. تذكروا ان العراق لنا جميعا وليس لأحد غيرنا لا فارسياً ولا امريكياً ولا تركياً ولا صهيونياً.. العراق للعراقيين تاريخا وحاضرا ومستقبلا.. سنبني وطننا بسواعدنا جميعا وسنعيد البسمة إلى شفاه اطفال العراق وسنعيد بناء الانسان الذي خربته العقول العفنة...
تذكروا أن العراق اول من علم الانسان والبشرية الكلمة والقانون.. ونحن جميعا ننتمي لذلك العراق واليوم هو امتداد لذلك العراق العظيم وثورتكم وانتفاضتكم اليوم امتداد للانتصارات العظيمة للشعب على مرّ التاريخ.
الله اكبر.. الله اكبر وما النصر الا من عند الله 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق