19‏/3‏/2013

عرس عراقي في المنفى: المؤتمر الاول لهيئة التنسيق المركزية لدعم الانتفاضة العراقية


إيمان أحمد خمّاس
عضو هيئة التنسيق المركزية لدعم الانتفاضة العراقية
في السابق كنّا، معشر الصحفيين، نتندّر على من يبدأ رسالته بعبارة "تعجز الكلمات عن وصف مشاعري...الخ" والان لا اجد عبارة ابلغ منها لانني حقا اجد ان كل مفردات اللغة، على ثرائها، لن تحتوي مشاعري وانا اصغي الى الموسيقى تصدح بالسلام الجمهوري العراقي بينما يقف المشاركون صامتين شامخي الرؤوس وهم يصغون الى اجمل قصائد الغزل: 


وطن مدّ على الافق جناحا    وارتدى مجد الحضارات وشاحا
بوركت ارض الفراتين وطن      عبقري المجد عزما وسماحا  
والعلم العراقي العراقي بكلمتي "الله اكبر" وبنجماته الخضر يظللنا جميعا وفي دقائق الاستراحة تطربنا ألحان "منصورة يا بغداد" و"ياكاع ترابج كافوري".
كردا وعربا وتركمان، مسيحيين وصابئة ومسلمين ويزيديين، بعثيين وماركسيين وقوميين واسلاميين ومستقلين، عسكريين ومدنيين نساء (محجبّات وسافرات) ورجالا، "شبابا" وشبابا، محامين ومهندسين واطباء ورجال اعمال واكاديميين ودبلوماسيين ومعلمين وفنانين و(طبعا) صحفيين.
كلهم يسخرون من التعصب الطائفي والعشائري والمناطقي واثقين تماما من أنها سحابة زائلة يتمازحون، متبارين أيّهم اشدّ مقاومة للاحتلال ومخلفاته.
اللهجة المحببة للكرخيات بنات محلة الشيخ علي وسوگ حمادة، واللهجة الاصيلة لبنات النجف حفيدات الجواهري العظيم، وبنات الاعظمية وما ادراك ما بنات شارع عشرين... العماريون بظلهم الخفيف والموصليون بجديتهم المعروفة، والكاظميون يناكفون اهالي الفلوجة وبيجي وتكريت أنهم ليسوا اقل بطولة منهم... و...و...
جاءوا من شتى ارجاء العالم بعد أن شتتهم الاحتلال ورماهم الى المنفى ليعلنوا دعمهم لثورة العراق المستمرة.
تركوا اعمالهم ووظائفهم والتزاماتهم، بعضهم اقترض ثمن تذكرة الطائرة وآخرين لم تسمح لهم التزاماتهم بالحضور شخصيا في الموعد المحدد  فتبرعوا بأثمان التذاكر للآخرين.
جاءوا اولا ليعلنوا تأييدهم وتضامنهم مع الثورة وليتبادلوا الاراء في افضل الوسائل لدعمها بكل ما أوتوا من جهد ووقت وامكانات، كل حسب ما يستطيع، في ساحات العالم.
وكعادة العراقيين يتحاورون بقلوبهم وعقولهم في آن معا فتتعالى اصواتهم ويقاطع بعضهم بعضا ولولا الادارة الديمقراطية الرائعة للاستاذ صباح المختار رئيس اتحاد المحامين العرب وعضو اللجنة التأسيسية للهيئة (ديمقراطية من صدگ مو مال هالوكت) التي اعطت الفرصة للجميع لان يعبروا عمّا في جعبتهم من افكار وعمّا يختلج في صدورهم من حماسة لما استطعنا انجاز جدول الاعمال والخروج بالنتائج الرائعة التي خرجنا بها والاتفاق على البيان التأسيسي للمؤتمر. ولولا الجهود الرائعة والمضنية للاستاذ ناجي حرج في تنظيم المؤتمر لما امكن تحقيقه اصلا.
المهم ان الخطاب العراقي التحرري المثقف الواعي المنفتح بزاوية منفرجة (على حد تعبير زميلي القديم واخي ابو حسين، صباح الخزاعي) كان خطاب الجميع.
شارك المؤتمرون ايضا في اجتماعات لجنة حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة وطرحوا عليها الكثير من الاسئلة واولها ما هو موقف الامم المتحدة من حكومة تقتل معتصمين سلميين مطالبين بوقف انتهاكات حقوق الانسان في العراق، وتهدد بإنهائهم بالقوة ان لم ينتهوا، وتصفهم بفقاعات نتنة، وتنذرهم بحرب اهلية على الابواب.
وبالطبع كان السؤال من باب اياك اعني واسمعي يا منظمة "الأمم" المتحدة ، لان الاجابة معروفة. الامم المتحدة لا تستطيع ان تفعل شيئا. العراقيون وحدهم يحررون العراق من حكومة تنتهك حقوقهم واعراضهم.
خلال السنوات السابقة كنّا نحن المنفيين المناهضين للاحتلال نحاول ايصال صوت العراق الى العالم من خلال المنظمات العالمية، وبلغات اخرى الانكليزية والفرنسية والاسبانية والالمانية والسويدية ...الخ ولكن ليست العربية، كي يفهمونا، وكان صدى صوتنا يصل ويقع على آذان قد تصغي وقد تتعاطف وقد تتضامن بدرجات متفاوتة من القوة، اكثرهم يناصرنا حقا ولكن بعضهم كان يسوّق خطابه المناهض للامبريالية من خلالنا فحسب، وكنّا نعرف ذلك جيدا ولكن لم يكن في اليد حيلة.
الآن اصبحت لدينا منظمة تضم اصوات كل العراقيين في الخارج، افرادا وجماعات ومنظمات في هذا البلد او ذاك.


وانا اجلس في قاعة المؤتمر الاول لهيئة التنسيق المركزية لدعم الانتفاضة العراقية بين اخوتي العراقيين كنت اجلس في بغداد الحبيبة التي ابكاها الاحتلال ومخلفاته.
امسحي دموعك بغداد، عائدون اليك.
اخي وحبيبي الشهيد رفعت احمد خمّاس نم قرير العين مع كل الشهداء، اخوانك على العهد باقون.
اخوتي في الثورة العراقية الكبرى ليس امامنا سوى النصر... او النصر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق