سلام الشماع
لا أدري عن أي
قانون يتحدث رئيس الادعاء العام القاضي غضنفر حمود الجاسم في البيان الذي أصدره
ودعا فيه العراقيين إلى عدم التظاهر بحجة "حماية نظام الدولة وأمنها
ومؤسساتها والحرص على الديمقراطية والمصالح العليا للشعب"!!
يقول الجاسم
في بيانه: إننا "ندعوكم مرة ثانية إلى تغليب العقل لحماية العراق ولا مجال
للاعتصام والمظاهرات إلا على وفق القانون ولنقل أجلوها إلى وقت الأمان والاستقرار
ولنبني (ولنبن) الوطن بالنقد البناء والتصحيح القويم".
بالله عليكم
ماذا نقول لهذا الفطحل، إذا كان الدستور الذي فرضه المحتل أباح التظاهر والاعتصام،
ثم هل أنت يا من يفترض أن تكون خادماً صغيراً للشعب تأمر الشعب بأن لا يتظاهر أم
الشعب هو الذي يأمرك كونك خادماً له؟ ثم عن أي أمان أو استقرار تتحدث ومنذ فرضكم
المحتل على هذا الشعب الصابر غاب الأمان والاستقرار؟
ثم تعالوا إلى
تسويغه الأعرج الذي يقول فيه: "يحتم علينا واجبنا الوطني والقانوني على وفق
ما جاء بأحكام المادة (1/ أولاً) من قانون الادعاء العام رقم (159) لسنة 1979
حماية نظام الدولة وأمنها ومؤسساتها والحرص على الديمقراطية والمصالح العليا
للشعب".
وعجبي عن أي
ديمقراطية يتحدث هذا الجاسم إذا كان يأمر الشعب بتأجيل تظاهراته إلى الوقت الذي
يختاره لهم "سيادته"؟
ويدعو هذا
الجاسم "جميع أبناء الشعب جماعات وأفراداً أحزاباً وتيارات ومنظمات
وحركات ومكونات إلى الشعور العالي بالمسؤولية الوطنية لمواجهة الخطر الارهابي
الكبير المتنامي المدعوم من الخارج بالمال والاشخاص"، كما دعا "من غاب
عنهم ذلك الشعور السامي إلى التكاتف وتقديم العون الصادق لقواتنا المسلحة الباسلة
وللحكومة قبل أن يحترق الأخضر باليابس"، لافتاً إلى أنه "لا عذر أبداً
لمن يقف موقف المتفرج المنتقد"، منوهاً أنه "ليعلم الجميع بأن التاريخ
يسجل ولا يرحم".
المتظاهرون
يريدون المطالبة بإلغاء الامتيازات والرواتب التقاعدية للنواب طبعاً، ولكن هذه
المطالبة ستحرق الأخضر باليابس، كما يقول الجاسم، وأن التاريخ لن يرحم المتظاهرين
لأنه سيسجل أنهم خرجوا ليطالبوا بحقوقهم وإلعاء امتيازات غير شرعية يأخذها أعضاء
برلمان الاحتلال.
وأين حقوق
الإنسان التي تتشدقون بها بكرة وأصيلاً؟
ولو سمعتم
تسويغات النواب المسمومة لتأكدتم أنهم يريدون منع هذه التظاهرات بأي صفة من
الصفات، فأحدهم يتعكز على عدم حصولهم على إجازة تظاهر وآخر يقول إن المتظاهرين لم
يحصلوا على دعم جهات سياسية متنفذة، وآخر يقول إن هذه التظاهرات تحركها جهات
أجنبية، والمضحك إن بيان وزارة الداخلية أطلق على المتظاهرين اسم "هواة
التظاهر".. فياللسخرية!!
ويهدد الجاسم
"من يتخلف عن أداء الواجب لحماية العراق وأهله وماله سوف يرميه التاريخ في
مزبلة التاريخ ملعوناً غير مأسوف عليه"، مستدلاً بأن "لدينا شواهد جمة
لمن عمل مخلصاً فخلده التاريخ".
هو بهذا لا
يدير ظهره إلى الديمقراطية الصورية التي فرضها المحتل، بل يحرض قوات حكومة
الاحتلال على قمع المتظاهرين وقتلهم ليخلدهم التاريخ، ومن لا يفعل "سوف يرميه
التاريخ في مزبلة التاريخ ملعوناً غير مأسوف عليه".
ألا أن
التاريخ سيرميك أيها الجاسم أنت وحكومتك في مزبلته ملعونين غير مأسوف عليكم،
وسيكتب للشعب الذي سيظاهر في 31/8 المجد والخلود.. وكان الأولى بك أن
تقف إلى جانب شعبك وتدعم تظاهراته لا العمليات المسلحة التي تنفذها قوات
حكومة الاحتلال وما ينجم عنها من اعتقالات عشوائية بالآلاف وقتل المئات من
الأبرياء.
الشعب لم يخف
تهديدات سيدك المالكي الذي قال "انتهوا قبل أن تنهوا" ليخاف من تهديداتك
المبطنة التي ستحاسب عنها قريباً، ومكانك محفوظ في مزبلة التاريخ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق