أ.د. كاظم عبد الحسين عباس
كنت أحد المشتغلين في البحث العلمي في العراق للفترة من عام 1983 وحتى احتلال الوطن يوم 9-4- 2003م. ويذهلني بل أجد من العار والشنار أن اقرأ وأسمع بعض ما يضخه إعلام ما بعد الاحتلال واللاعبين في ساحة عمليته السياسية الملعونة القاتلة وبعض أصوات نشاز تصدر من هذا القطر العربي أو ذاك من المرتزقة والمأجورين الذين يدفع فواتيرهم نظام الملالي في طهران وسماسرته الذين توسع سوق نخاستهم بعد احتلال العراق من كذب ومغالطات ما انزل الله بها من سلطان .
بعض أزلام الاحتلال يصل به الصلف وقلة الحياء إلى الادعاء بان زمن البعث وقيادته ودولته لم يكن فيه لا بحث علمي ولا باحثين ولم ينتج شيئا يثير حفيظة الصهيونية ومنهم مثلا الفارسي علي زندي الذي نصب من إيران وأميركا وزيرا للتعليم العالي والبحث العلمي وهو يقينا لم ينشر بحثا واحدا في حياته... ومنهم أيضا حيدر ألعبادي وهو عبد أعجمي آخر من عبيد حزب الدعوة الإيراني الذي لم ولن يعرف ما معنى البحث العلمي أصلا.والبعض الآخر يكذب وجود بحث علمي في العراق في حقبة حكم الأمة العربية وأحفاد الخلافة الراشدة وهم عرب لا ندري دوافعهم لهذا التكذيب ولا نجد لها تفسيرا غير ما لا يسرنا تثبيته .
وكشاهد عيان وباحث علمي ومخترع ومؤلف أنقل هنا بعض ما عايشته وعرفته للتاريخ والحقيقة التي لا ينكرها إلا جاحد خسيس واطئ...وللعلم فانه لا ينكرها على الشهيد صدام حسين ورفاقه ودولته بل ينكرها على شعب العراق وعقوله النيرة التي كانت تدير قرابة 70 إلى 80 بالمائة من عجلات البحث العلمي في بريطانيا لوحدها خلال حقبة الثمانينات حيث كان يدرس عشرات الآلاف من طلاب البحث في الماجستير والدكتوراه في مختلف جامعات المملكة المتحدة .
أولا: الجامعات العراقية وكلياتها ومؤسسة المعاهد العليا :
وكان البحث العلمي فيها جزء يشكل النصف تقريبا من واجبات أعضاء هيئة التدريس وتضم علماء في الطب والهندسة والكيمياء والفيزياء والبيولوجي والرياضيات وعلم الفلك والكومبيوتر والجيولوجي والجغرافية والعلوم الطبيعية الأخرى والعلوم الزراعية والمياه والعلوم الإنسانية المختلفة وعلوم الفقه والشريعة والتفسير . كانت جامعة بغداد والجامعة المستنصرية وعدد من الجامعات والكليات الأخرى مضافا إليها جامعة البصرة والموصل وجامعة صلاح الدين في اربيل وجامعة السليمانية هي مرتكزات النهضة العلمية في السبعينيات من القرن الماضي.
وتم تأسيس الجامعات التالية في زمن مواجهة العدوان الإيراني والحصار المجرم في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي:
- جامعة الكوفة
- جامعة بابل
- جامعة القادسية
- جامعة واسط
- جامعة ذي قار
- جامعة تكريت
- جامعة الانبار
- جامعة المثنى
- جامعة كربلاء
- كليات تقنية في كركوك وبغداد والنجف ومحافظات اخرى
- معاهد فنية في كل محافظات العراق تقريبا
جامعة صدام:
كانت صرحا علميا عالميا بكل المعايير والمقاييس من حيث كادرها التعليمي والبحثي ومن حيث نوعية طلابها ومن حيث حداثة الاختصاصات العلمية والمناهج التي تدرس فيها للبكلوريوس والماجستير والدكتوراه.
ثانيا : هيئة الطاقة الذرية: ( يعرف العالم كله إن الشهيد صدام حسين رحمه الله كان قائد فكرة وتنفيذ مشاريع العمل في بحوث الطاقة النووية )
وهي دائرة بحثية عريقة وواسعة تأسست في بغداد وتم إنشاء مراكز بحوث مختلفة صناعية وزراعية ملحقة بها فضلا عن مصانع عملاقه كان بعضها غاطسا تحت الأرض بعد أن تعرضت منشات الهيئة إلى ضربة جوية صهيونية غادرة يعرفها العالم كله إلا بعض إعلاميو عصر الغزو والاحتلال الغاشم المجرم.
وقد عرف من علماء العراق في البحث العلمي والصناعي الذري والنووي كل من الدكتور ضياء جعفر الذي نشر بعد الاحتلال كتابا يوضح بعض منجزات العراق في هذا الحقل الحيوي الخطير ومن بين ذلك طرق تخصيب اليورانيوم العراقية الصرفة والدكتور همام عبد الخالق الذي كان وزيرا للتعليم العالي والبحث العلمي عندما حصل الغزو المجرم.
ثالثا: مجلس البحث العلمي
وقد عملنا في احد مراكزه لعدة سنوات وكان يتألف من المراكز البحثية العملاقة التالية:
- مركز بحوث النفط
- مركز بحوث البايولوجي
- مركز البحوث الزراعية والموارد المائية
- مركز بحوث الفضاء والفلك
- مركز بحوث البناء
وقد وصلت إنتاجية الباحث العلمي في هذه المؤسسة البحثية العملاقة إلى ما يزيد على 2.3 بحث – سنة للباحث الواحد بفضل الدعم العظيم للدولة والتقييم الدوري للباحثين الذي كان حافزا كبيرا في الإنتاج . وقد عقد المجلس أربعة مؤتمرات عالمية في بغداد وبرعاية رئاسة الجمهورية صدرت عنها كتب تحتوي مئات البحوث المنجزة وحضرها باحثون من مختلف أنحاء العالم.وسجل باحثوا المجلس المئات من براءات الاختراع في دائرة التقييس والسيطرة النوعية في بغداد أو في العالم وقام باحثوه أيضا بحل مئات المشاكل الميدانية في مختلف قطاعات الإنتاج.
رابعا : هيئة التصنيع العسكري:
فخر العقل العراقي المبدع وحاضنة التطبيق التكنولوجي الخلاق . كانت هيئة إنتاج مدني وعسكري وهذا ما لا يعرفه الكثيرون حيث تمتد مئات المصانع وشركات الإنتاج العملاقة التي تعادل ميزانية بعضها مثل شركة حطين وشركة القعقاع والقادسية وغيرها ميزانية دول كاملة ويشتغل فيها مئات الآلاف من حملة الدكتوراه والماجستير والمهندسين والفنيين .
تخصص بعض دوائر الهيئة في البحث والإنتاج الكيمياوي
وتخصص بعضها في البحث والإنتاج البايولوجي
وقد تم تدمير بعض مصانعها وشركاتها وأجهزتها ومعداتها من قبل فرق التفتيش ألمعروفه.ثم تم تدمير معظم الشركات والمصانع وسرقة أجهزتها ومعداتها أثناء الغزو وبعد الاحتلال .
ومن المعروف لكثير من العراقيين ان الكثير من معدات وأجهزة البحث العلمي لمؤسسة الطاقة الذرية العراقية وهيئة التصنيع العسكري قد جرى نقلها إلى إيران بعد الاحتلال .
واترك الباب مفتوحا للإضافة من قبل أخوة وأخوات كان باعهم طويل وحضورهم فاعل أكثر من المتحدث الفقير إلى الله سبحانه في هذا المجال من مجالات إبداع شعبنا تحت قيادة دولة حزب البعث العربي الاشتراكي بين عام 1968 وعام 2003. ألا تبا وسحقا للزمن الرديء .. زمن التلفيق والتبشيع والتزوير
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق