أ.د. عبد الكاظم العبودي
ماذا يمكن ان
نقول لعراب وسمسار "بغداد عاصمة الثقافة العربية" والمتمنطق فيها بالشعر
المنثور والنثر المشعور.
نراه ونسمعه
وهو يعبث ويناقش ميزانيات "الثقافة" ليضعها وشركاؤه كيفما يريدون، واينما تنحط بهم النوازل
في عبث اللصوص ليحولوا معالي "الثقافة" الى مراذل "السخافة".
هذه ليست
اشاعات او اقاويل او تخرصات ضد هذا الدعي المنافق باسم الثقافة، بل هذه مفاخرات
احد ديناصورات الجاهلية بصفة "مثقف" من سقط متاع "دولة القانون"، تقولات يقولها علنا وعلى الهواء لتكريس
مثاقفة "الدعاة" الجدد منتسبي عالم الانحطاط الذي وصلته احوال
بلادنا.
تلكم اموال
العراقيين ... انظروا الى اين ذهبت؟ وكيف توزعت؟ ومن
اين تسربت الى جيوب "العلاسة"؟ طالما ان كل من هب ودب بات يحتمي بـ(بردة)
صاحب "دولة القانون" ويتستر بـ(عفاف) سلطتها ويتغنى نفاقا بـ(شهامة) أخلاقها،
واكثرهم هذا الدعي الوصولي الى مقعد البرلمان المُقعد أصلاً تحت باب إشغال المقاعد
التعويضية التي اوصلت معتوهاً مثل علي الشلاه الى برلمان بات مشبوهاً في عمله
وتوجهاته.
علي الشلاه
لم يصل بدكتوراه الادب الى مجلس نواب بات بلا ادب، طبعا صار عضوا بشفاعة وظيفة
مالكية له كمشاغب عندما تنحط في البرلمان لغة البلاغة وتصبح المحاججة بينهم لغة
قذف لقناني الماء والأحذية والتشابك بالايدي في برلمان لا ينتسب الى العراق الا
بالاسم، تمتلكه حفنة مليشيات تقودها "دولة القانون".
البارحة كان
يتبجح على الهواء بنثريات ومصروفات العبقري ولده "عليوي الشلاه الصغير"،
"الجاهل في تسمية العراقيين لاطفالهم"
وهو "المشاغب" المبكر في عالم المال
والنثريات رغم ان عمره لم يتجاوز الاربع سنوات.
أبوه علاوي الشلاه الكبير يتفاخر بعبقرية ابنه "الفلتة الالكترونية
والمعلوماتية" عندما سألته مقدمة البرنامج "صيام برلماني" عن ذكاء ابنه الصغير؟ وهل يتميز عن بقية اقرانه
العراقيين بالذكاء؟
وبلا حسد،
اجابها "عراب الصفقات الثقافية" مبتسما ومتبجحا بفطنة وذكاء ابنه المحروس ايضا، فقال:
تصوري اني
تفاجأت في احد الايام بفاتورة الموبايل التي بلغت 4000000" اربع ملاين دينار" فقط، حيث كان ولدي المحروس يمسك الموبايل
ويلعب، وهو يدخل ويبحر في اغوار الشبكة المعلوماتية على الإنترنيت، ويقوم بتنزيل
الالعاب والملفات حتى وصلت فاتورة الموبايل الى 4 ملايين دينار.
ويضحك الشلاه
لهذه الفاتورة، ويصفها بالمفارقه الجميلة، كون ابنه "المعزوز" يدخل على
الانترنت ويلعب وينزِّل كل محمول ثقيل من شتى انواع البرامجيات التي لم يدركها
ابوه وحكومته بعد، رغم انه عمره صغير جدا، [ما شاء الله] فيعتبر الشلاه: ان ابنه لا
بد وان يكون على درجة عالية من الذكاء والتمايز المبكر عن اقرانه، وسيكون له شأن
هام لحكم العراق مستقبلا ..... الخ.
طبعا كل هذا
يقال لاننا في عصر الشلاه والجعفري وموفق
الربيعي والمكصوصي وامثالهم من مبدعي العملية السياسية، هو زمن الرعاع، فليلعبوا
طالما يتفكه اهلنا عن حجم مصاريفهم هي في تعداد مصرف "الفريخات" الالكتروني الذي يجب
ان يتناسب مع دخول وميزانية ورواتب آبائهم امثال الشلاه الكبير.
قد يتساءل
كثير من العراقيين عند هذه النقطة بالذات، لا عن عبقرية وذكاء" عليوي الشلاه الصغير"، بل عن من سيدفع هذه الفاتورة،
وخدمات الحفاظات ودورات الترهيل؟ هل سيدفعها مثل هذا النصاب الثقافي المسمى على
الشلاه من ميزانية بغداد عاصمة الثقافة المخزية؟ ام من نثريات وزارة ووكالة سعدون
الدليمي الثقافية؟ ام ستحسب على خزينة وحساب وميزانية ونثريات مجلس النواب؟!
وكما يعلم
الكثيرون في العراق ان نظام تسديد الفاتورة الهاتفية في شركات الاتصالات لا يسمح
للمواطن العادي الوصول الى استهلاك هاتفي يصل الى ربع المبلغ المذكور، الا اذا
كانت تلك الارقام الهاتفية خاصة وللمحظوظين والمحظيات وموزعة حصريا الى افراد عصابة" علي بابا والاربعين حرامي من اصحاب النوائب والمحاين"
كما ينعتهم العراقيون.
من المؤكد ان
الفاتورة ستكون محسوبة على فواتير نثريات المجلس المخصصة لشراء الدشاديش والدراجات
الهوائية والبدلات والقمصان والعقل والعمايم، وتبديل قطع الغيار للملابس الداخلية
والسفرات الترويحية لأعضاء برلمان النجيفي المتحاصص، الذي اصر أعضاؤه، وطوال هذا
الاسبوع على المناكحة والمحاججة حول تمرير صفقة اعتماد نصف مليار دولار كميزانية
لاعضاء المجلس النائمين في وفاق كافتريا الإعتلاف الحكومي بالمنطقة الخضراء .
تلك فاتورة
بسيطة مصرح بها، أهي مكرمة مالكية خاصة من شركات الهاتف النقال ام رشاوى لأصحاب
الصفقات امثال الشلاه؟
ورب سائل آخر
يسأل بعفوية العراقيين وطيبتهم عند احتساب الصدقات وتوزيع الاعمال الخيرية والهبات: كم راتب من رواتب الرعاية الاجتماعية
لوزارة صبار الربيعي يمكن ان يوفر للفقراء مثل هذا المبلغ ؟ علما ان راتب رعاية
الفقر والإملاق في دولة الرقي والبطيخ لا تتجاوز 120 الف دينار عراقي منحوس لا تسمن ولا
تشبع من جوع، اذن والحالة هذه يمكن ان تعطى كفاتورة حلوى الكترونية يلعب بها عليوي
الشلاه الصغير خلال انشغال والده باعمال التصريحات والنعيق في ميكروفونات قناة
العراقية.
هل يساوي
المبلغ حصة 36 عائلة عراقية فقيرة ومنكودة في عراق
ما بعد التحرير؟، بدل ان يهدرها هذا الطفل المدلل ليؤكد لأبيه عبقريته وقدراته،
كسليل للص محترف!
والكارثة ان
الناطق باسم اللجنة الثقافية لبرلمان دولة الخروف الاخضر يعتبر نفسه خبيرا باكتشاف
عبقريات وسلالات أجيال المضبعة الخضراء القادمة، فيحيل عبث ابنه في هاتفه المثقوب
الى ذكاء وعبقرية، يستوجب على حكومة المالكي رعايتها كموهبة ربانية خارقة ولا بد
من الاستثمار فيها بحوالي 4 ملاين دينار في فاتورة واحدة، مبلغ
مالي زهيد يقترب من الاصفار البائسة امام حسابات الـ 400 مليار دولار المتسربة الى جيوب "السادة" و
"العلاوي" وضاربي "الودع" و"الهجع" و"البخشيش"
و "البرطيل" من تحت العبي وجلابيب العبي حتى لو حرم منها بقية اطفال
العراق من العراة والجائعين من جامعي القمامات من مكبات المزابل المالكية!
غالبية اطفال
العراق اليوم لا يجدون اليوم مبلغا لشراء حذاء او ثوب يفرحهم بليلة القدر او قدوم
أيام العيد. لذا سيذهبون عراة وحفاة الى كرنفالات الاعتصامات والتظاهرات
ليقولوا كلمتهم في العصيان المدني المتصاعد ويقولوها جملة بملء أفواههم، جملة لا يتمكن
من مواجهتها امثال علي الشلاه مهما زمروا في أبواق السلطة جملة تختصر كل الاقوال
صارخة: "كذاب نوري المالكي" ...
"كذاب علي الشلاه".
واذا كانت
الرواتب التقاعدية لأمثال علي الشلاه ستصل الى رقم كوني من الدنانير العراقية بعد
عقد من الزمن، كما حسبها النواب أنفسهم، وتسارعت المواقف الشعبية والاجتماعية
المتزايدة الى المطالبة الى الغائها، فكم ستبلغ كلفة اثبات ذكاء عليوي الشلاه
الصغير وأمثاله "المدللين"؟ وكم سيصل المبلغ الاجمالي عن تغطية تكاليف
عبثه الالكتروني في تلفونات النائب شلاه حتى يصبح الابن راشدا وعاقلا الكترونياً؟
أنتركه يجول
ويصول ويبحر في عقل ومحيطات وبحار شبكات المستر غوغل والسيد ياهو ليصبح بديلا عن
امبراطورية روبرت غيتس عندما يبلغ الخامسة
والعشرين، وهو العمر الذي كان فيه روبرت غيتس شاباً طامحاً ينطلق من رأسمال بسيط،
استلفه وكان قدره 500 دولار لينطلق به وبعبقريته وكفاءته
وذكائه الالمعي كي يكون امبراطورية مايكروسوفت المعلوماتية العظمى، ويصبح من اكبر اغنياء العالم ورجال اعماله. كوّن الرجل
تلك الثروة لوحده، ولم يصرف عليه ابوه دولارا واحدا يٌذكر، كما يصرف اليوم على
الشلاه ملايين الدنانير العراقية كي يتمتع ملا عليوي الشلاه الصغير بألعابه
الالكترونية وهاتفه المحمول، ليصبح مؤهلا ربما في عداد خدام رئاسة حكومة دولة اللا
القانون الاحتلالية الثالثة عشر!
حقا وكما قيل:
ان المال السائب يُغري اللصوص... فكيف وحال
العراق، وقد هدموا اسواره واستباحوا أسراره، وغفا الناطور مستظلاً بضواحي طهران،
وجلب الشلاه وغيره يمثلون ادوار "نواطير الخضره" في جمهورية الخروف
الاخضر؟!
صدق الاطفال
الذين باتوا يلعبون لعبة سياسة الكبار حين قالوا:
قولوا ماع ... قبل ما ننباع.... في دولة اساسها قانون الرعاع .
ان غدا
لناظره قريب..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق