27‏/7‏/2013

ورقة مقدمة الى مؤتمر اسطنبول عن (الجرائم والانتهاكات لحقوق الانسان في العراق)

الورقة التي تقدم بها السيد صباح الخزاعي الى مؤتمر (الجرائم والانتهاكات لحقوق الانسان في العراقالذي أقامته جمعية الحقوقيين العراقيين في بريطانيا  للفترة من ٥-٨ تموز ٢٠١٣ في مدينة إسطنبول التركية.

=======================================================================
 ورقة مقدمة الى مؤتمر اسطنبول ٥-٨ تموز  2013

صباح الخزاعي

هذه الورقة من شقين:

الشق الأول:  الإبادة الجماعية ومقابرها في العراق منذ الاحتلال ولغاية هذا اليوم
الشق الثاني: التهجير القسري للكفاءات ورؤوس الأموال وموجات المهجرين والمهاجرين إلى أصقاع الدنيا وعلاقته بالمقابر الجماعية
الشق الأول:  الإبادة الجماعية ومقابرها في العراق منذ الاحتلال ولغاية هذا اليوم

بعد الاحتلال وبعد مرور عشر سنوات ومقتل مئات الالاف من ابناء الشعب العراقي ومن كافة الاعمار والاعراق والاجناس، يتسائل الكثيرون من المنصفين والناشطين في مجالات حقوق الانسان والقانون الدولى عن جثث هؤلاء والمقابر الجماعية التي انتشرت في عموم العراق الجريح والتغاضي الفاضح للسلطة في بغداد التي تحكم على أساس طائفي وشرعية مشبوهة وسيادة مشكوك بها وتعقد المؤتمرات وتتباكى على ضحايا ما تدعيه المقابر الجماعية ( للنظام السابق) .
بينما الحقيقة هو ان العراق الان يعج بها وهي تحوي أشلاء الابرياء العزل الذين هم ضحايا الاقتتال  الطائفي المفتعل وارهاب السلطة في مذابح واغتيالات لازالت السلطة تتكتم عن نتائج التحقيقات إن وجدت وسلسلة التفجيرات المستمرة منذ شهرين ولغاية هذا ليوم والشعب العراقي اصبح لا يبالي بمعرفة القاتل لانه يعرف ان السلطة في المنطقة الخضراء واجهزتها القمعية وخاصة قوات سوات سيئة الصيت والتي لا تفرق بين متظاهر يطالب بحقوقه المسلوبة وشرفه المغتصب (كما حدث في مذبحة معتصمي الحويجة) وبين مدرب لكرة القدم ( مدرب فريق كربلاء),  هذه السلطة هي المسؤولة عن هذه المصائب لانها تواطئت مع حكام طهران لخلق اجواء طائفية لتغطية فشلها في تلبية مطالب الشعب العراقي المنتفض وزج العراق في محور الشرالذي يذبح الشعب السوري الشقيق
منذ عشر سنوات والشعب العراقي ينزف حتى وصل عدد الذين فقدوا حياتهم إلى أكثر من مليون ضحية باعتراف أكثر الجهات والمنظمات. السؤال : اين دفنوا  وما هي عدد المقابر التي شيدت لهذا العدد الخرافي من خيرة ابناء العراق وخاصة جثث مجهولي الهوية. اين مقابر شهداء الفلوجة والقائم وحديثة وتلعفر وديالى والنجف وكربلاء وبابل وميسان وغيرها.

السيد طالب الخزرجي مدير منظمة حقوق الإنسان في العراق صرح بان هناك أكثر من ٤٠٠ مقبرة في العراق قد تم تحديدها  منها ٣٦ مقبرة في محافظة ديالى قسم منها قريبة من حدود العراق مع ايران. (تصورو مقابر قريبة من حدود ديالى مع إيران).لكن مقبرة المحمودية هي من أكبرها ووجد فيها جثث أكثر من ٤٠٠٠ ضحية وسكّان هذه المقابر هم ضحايا الاقتتال الطائفي المفتعل وجرائم الميليشيات الطائفية كالقاعدة وحزب الدعوة وجيش المهدي ومنظمة بدر وهم لعمري من صنع الاحتلال وإيران والموساد الصهيوني.
هناك مقابر أصبحت معروفة للعراقيين والمنظمات المهتمة بهذا الشأن . مثل المقبرة التي هي خلف جامع براثا في منطقة العطيفية ومكبات النفايات في أطراف بغداد ( المزابل العامة) و مقابر منطقة السدة خلف مدينة الثورة / صدام / الصدر حاليا. ومنطقة المجاري في الرستمية قرب الكلية العسكرية. ومقابر كسرة وعطش ومناطق عديدة متفرقة في أكثر المحافظات .
 أما المقابر الجماعية الرسمية فهي لا تحتاج إلى بحث أو جهود لإثبات وجودها كما في مقبرة السلام في النجف ومقبرة كربلاء حتى ان هاتين المقبرتين تحوي على مساحات واسعة لمقابر أطلق عليها بمقابر مجهولي الهوية ولهذه المقابر قصص مفجعة . ففي قمة المذابح التي شهدتها سنوات ٢٠٠٦و ٢٠٠٧ و٢٠٠٨ كانت المجاميع الطائفية المجرمة وبتنسيق مع السلطات الطائفية المهيمنة ودعم إيراني كبير تقوم بجمع الجثث من الشوارع وتلك التي تجمعها قوات الاحتلال الأميركي وتقوم بدفنها في مقابر النجف وكربلاء على أنها لضحايا (شيعة أبرياء ذنبهم مذهبهم و قتلوا من قبل السنة)  وبالتالي تصوير الحال على ان ما يفعلونه بالطرف الآخر هو (ردة فعل وانهم أبرياء) وليس قتل مبرمج .
 ان احوال القتل الجماعي والدفن في مقابر جماعية غطت عموم العراق تقريبا أحوال مفجعة وهي لازالت مستمرة في ظل سلطة باطلة وفاسدة مدعومة من قبل قوى الاحتلال ودول طائفية تكره العراق والعراقيين وهناك امثلة دامغة وادلّة معقولة تثبت زيف الادعاءات التي روّجت لها قوى الاحتلال والمجاميع الطائفية والعرقية التي شرعنت الاحتلال وتداعياته وحاولت رمي هذه الجرائم على أطراف من صنع خيالها وكأنهم أبرياء من الدم العراقي .ربما نحتاج إلى الإجابة على السؤال القائل؛ اين هي لجان التحقيق ونتائجها في الآلاف من الجرائم المنظمة. ان هذه القوى الشريرة لا تلتزم بالقانون الدولي وحق الشعوب في التحرر والسلام ، بل بالعدوان والتوسع واستعباد الشعوب.
الشق الثاني: التهجير القسري للكفاءات ورؤوس الأموال وموجات المهجرين والمهاجرين إلى أصقاع الدنيا وعلاقته بالمقابر الجماعية
 كان مشروع الاحتلال هو تركيع العراقيين بأي ثمن وتصفية اي مقاومة, سواء كانت مسلحة  أم غير مسلحة وقمع كل صوت يرتفع ضد الاحتلال وهذا لن يتم إلا بالقتل والتصفيات والتهجير وتطبيق سياسة الأرض المحروقة , كل ذلك يجب ان يتم على انه حرب طائفية بين السنة والشيعة ولا علاقة له بالاحتلال (وهذا الادعاء الباطل له وقع مؤثر لدى المواطن الغربي) وهو تنصل واضح من المسؤولية الأخلاقية كدولة احتلال   بل على العكس (كما يدّعون)  فان المتضررين( وهم السنة لا يقبلوا بحكم شيعي)  وبالتالي لا توجد مقاومة للاحتلال بل هي أعمال إرهابية طائفية تقوم بها ميليشيات تابعة للقاعدة السنية التكفيرية وبقايا النظام السابق وايتامه وفلوله والصداميين والبعثيين.
 انه مشروع صهيوني بامتياز تم تطبيقه على فلسطين بتهجير الفلسطينيين سكان البلاد والمجيء باليهود من كل أصقاع الدنيا.  وطبق في العراق عن طريق قتل واعتقال وسجن وتشريد وتهجير وترويع أكبر قدر ممكن من العراقيين وفتح الحدود أمام الفرس والأكراد من ايران وتركيا وسوريا من اجل التغيير الديموغرافي وبسط الهيمنة الاميريكية والصفوية الإيرانية على عموم العراق وسلخه من محيطه العربي والإسلامي وجعله مستعمرة تابعة لأمريكا وإيران. 
إن سلطة المنطقة الخضراء لا تسمح لمصادرها الطبية والجهات المختصة ان تعطي بيانات حقيقية عن عدد القتلى أو المفقودين ولا حتى عن أعداد المعتقلين والمغيبين في السجون لغرض تزويد الباحثين عن الحقيقة أو حتى المنظمات الإنسانية الدولية المختصة بشؤون حقوق الإنسان.
انا اعتقد ان ذلك خرق فاضح للوائح حقوق الانسان والتزامات الدول
تجاه المواثيق الدولية, فما بالك بعراق محتل وتحكمه فئة طائفية رهنت
البلاد لدولة طائفية اشرس منها في القتل والتشريد وترويع الاخرين
( العراق، سوريا، دول الخليج العربي)
 لاحظوا التصفيات الجماعية وخاصة في المناطق المحيطة بالعاصمة بغداد والتهجير القسري من المناطق المختلطة وفصل الأحياء والمحلات بالكتل الكونكريتية . خطة صهيونية صفوية مدروسة للتغيير الديموغرافي.
 انا اعتقد ان كثرة الجثث مجهولة الهوية التي وصل معدلها ١٥٠ جثة يوميا
كانت من اجل تغيب الشخص كليا  ثم الاستحواذ على هويته الشخصية بالكامل
وإعطائها للقادمين الجدد لإكمال سيناريو الإحلال السكاني ، كذلك
استعملت في تزوير الانتخابات بصورة فاضحة وباستهتار قل نظيره.
وهذا الاستهتار وصل إلى مراحل علنية لا خجل منها، فهل نسينا جريمة الزركة التي راح ضحيتها قرابة الألف من أطفال ونساء وشيوخ وهم يشاركون في المواكب الحسينية لكنهم تعرضوا لقصف بالهليكوبترات وأنواع الأسلحة لأخرى كما هي المناظر التي نشاهدها في سوريا والفاعل والمحرك واحد هو العقلية الصفوية الطائفية. هل نسينا اختطاف موظفي وزارة التعليم العالي وهم قرابة ١٥٠ شخص وفي وضح النهار ثم ذبحهم ودفنهم خلف السدة اطرف مدينة الثورة.هل نسينا اختطاف فريق اللجنة الأولمبية ورئيسها ومعاونيه وحرسه وبقية اللاعبين واختفائهم.
هذه الأفعال الوقحة الإجرامية ما هي إلا استهتار ومن فعل أناس أشقياء لا يهمهم ما يقال عنهم.
هل تذكرون تصريحات المالكي عندما هدد مقتدى الصدر اثناء حملة سحب الثقة بان هناك مقابر جماعية تفوق في عددها مقابر (النظام السابق) والفاعلين معروفين وسوف يفتح تحقيق بالمقابر خلف السدة. وهو يتغاضى عن قصد صفوي خبيث بان المقابر التي وجدت منذ عهد النظام الوطني هي من أفعال صفحة الغدر والخيانة والعدوان الاميركي الاطلسي وحروبه الباطلة ضد العراق.
ناهيك عن الاغتيالات المستمرة للكفاءات من علماء وأطباء ومهندسين وأدباء وأكاديميين لتفريغ العراق منهم لأجل ماذا؟ من اجل ان يعم الجهل وتحكم الشهادات المزورة وتجهيل الشعب العراقي وصعود الصعاليك والسوقة والفاسدين والمجرمين ليحكموا البلد لإرجاع العراق إلى قرون الجهل وجعله سهل الانصياع ومكبا للنفايات طهران والاستعمار الجديد.
شكرا لكم

صباح الخزاعي
اكاديمي وكاتب وسياسي
مقيم في إنكلترا

تموز ٢٠١٣


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق