4‏/1‏/2014

الثورة العراقية هي سقف المطالب الشعبية ولا بديل عنها الا باسقاط العملية السياسية

د. عبد الكاظم العبودي
الناطق الرسمي ونائب الامين العام للجبهة الوطنية والقومية والاسلامية في العراق
الامين العام لهيئة التنسيق المركزية لدعم الانتفاضة العراقية
يا ابناء شعبنا العراقي الثائر
هي ايامكم التي انتظرها الوطن الاسير في ايادي المحتلين والغرباء والدخلاء والطامعين.
وهي ارادتكم التي تترجمها اليوم البنادق والسواعد وزغاريد الامهات وصرخات الاسرى والمعذبين والمعتقلين والصلوات في ساحات الاعتصام والمساجد والجوامع التي هللت وكبرت وبشرت بالنصر المحتوم، ودعت الى خير العراق وسلامته وانتصاره وعودته حرا الى ابنائه وامته في شمال الوطن وجنوبه.

انكم تصنعون الملحمة البطولية انطلاقا من الانبار الثائرة والمحافظات المنتفضة معها منذ عام . وما الانبار والفلوجة ومعها نينوى وصلاح الدين وديالى الا تكرار اقدام رارنجية ورميثة ثورة العشرين التي طردت الانجليز واستعادة استقلال العراق.
على تخوم بغداد وفي محيطها واسوارها القريبة وعلى مبعدة بضعة كيلومترات من المضبعة الخضراء تدق السواعد الثائرة والبنادق المقاومة ابواب الحرية لتفتحها بابا بابا وهي تقدم بخطى الحنين الى بغداد المنصور والرشيد مهرا غاليا من دماء الشهداء لكي تسرع الخطى بكم جميعا الى يوم الحرية والانتصار.
المقاومة العراقية بكل فصائلها وقواها الوطنية والقومية والاسلامية مهدت الطريق باستمراريتها وصلابة رجالها لعقد قاس من السنين حتى طردت جيوش اعتى احتلال امبريالي شهده العصر الحديث، فلم تضع لحظة سلاحها ووفرت لشعبنا كل الفرص لكي ينتفض ويعتصم ويجرب كل وسائل الكفاح المشروع ، لكن السلطة التي صنعها ونصبها الاحتلال بالغت في طغيانها ونكرانها لابسط الحقوق الانسانية فصنعت دكتاتورها الدموي بمليشياته ووشائج علاقاته ضد طموحات شعبنا، وانتظر شعبنا بصبر الحكيم وارادة الحليم لكي يتخلى البعض عن تلك الرهانات الخاسرة عن جدوى الارتباط بالعملية السياسية ودستور الاحتلال والتفرج الذليل على اطماع المجاميع الفاسدة والعميلة التي استأثرت بالسلطة وفرقت شعبنا شيعا واحزابا وطوائفا ومذاهبا وربوع بلادنا الى كانتونات تحكمها المافيات باسم الديمقراطيات المزيفة واحتكمت هذه المجموعات الطارئة على اخلاق وتاريخ ومكانة شعبنا التاريخية الى اسلحة الغدر الطائفي والاحتراب والعنف والارهاب المنظم وبمحاولاتها اشعال الحرب الاهلية، لكن شعبنا اختار طريق الوحدة والتلاحم والنصرة وسعت قواه الحية الى التمسك بحقه بتقرير مصيره من دون وصاية او احتلال او تبعية .
وها هو شعبنا يتوحد اليوم في ساعات الملمات الصعبة والرزايا القاسية كي يقف اليوم مع الانبار والفلوجة والحويجة والزرقة وغيرها من ساحات ووقفات شعبنا الجريئة التي لم تخمد لحظة. لتكون الوقفة هنا اليوم بكل ساحات الوطن رمزا وترجمة للوقفة المخلصة مع العراق ومع التاريخ والحضارة والانتماء الى عراق حر موحد لكل العراقيين عربا واكرادا وتركمانا ولسائر الانتماءات القومية والدينية في عراق الغد والمستقبل.
لا بد من انهاء حالة المراوحة والتردد والانتظار؛ فالتاريخ لا يرحم والشجاعة تكمن في تحمل وجع ساعة يحسم فيها قرار الاقدام لحسم المعركة المصيرية التي تمتد وتتوحد وتتجاوب اصدائها في جميع مدن وقرى وشوارع الوطن العراقي الجريح، وفي مقدمة هذا الحسم الثوري تبقى بغداد العزيزة الاسيرة والمنتفضة حتى في صمتها المكابر هي مفتاح الانتصار لاستعادة العراق الى اهله وابنائه.
فيا اهلنا ببغداد وسائر مدن الوسط والجنوب بكل عشائرنا وقوانا الوطنية حانت اللحظة التي لا يمكن ان تتكرر الا بارادة وشجاعة صناع الحياة مثل ثوار الانبار وغيرهم ،وانتم جميعا اهلها في نيل المجد المنتظر ، فلا تترددوا في حسم موقف الانحياز النهائي الى الثورة بعنوانها التحرري الواسع ولكل ابناء شعب العراق.
عاش العراق
عاشت وحدة ابناء العراق
والمجد للثورة.

في الرابع من كانون الثاني 2014


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق