هيئة
التنسيق المركزية لدعم الانتفاضة العراقية
نداء إلى رجال الجيش والشرطة في العراق
(الجيش
سور للوطن.. يحميه أيام المحن) حقيقة راسخة في وجدان الأجيال، فخراً بالجيش
العراقي واعتزازاً ببسالته، وظلت كلمات الجيش سور للوطن، نشيد ساحات المدارس،
وميادين الاحتفالات، وعندما اتخذ العدو الامريكي قرار حل الجيش العراقي على يد
المجرم بول بريمر، فإنه كان يرمي إلى تفكيك واحدة من أهم مؤسسات الدولة..
إن
الجيوش في جميع بلدان المنطقة ومعها أجهزة الأمن وقفت مع شعوبها، وساندت وثباتها
في تونس ومصر وغيرها، وأصيب شعبنا بصدمة كبرى وهو يشاهد قوات (سوات) وهي تفتح
النار على المعتصمين، ويلاحق جنودها الحراك السلمي بالرصاص، وبدلاً من أن يكون
(الجيش سوراً للوطن يحميه أيام المحن)، استبدل واجبه الوطني، لينقلب على هويته
العراقية رأسا على عقب، ويتخلى عن الأعراف الانضباطية والتقاليد العسكرية، ليجعل
من المتظاهرين أهدافاً لنيران أسلحته، فيحول الحويجة إلى ساحة للموت وميداناَ
للقتل ليسقط عشرات القتلى والجرحى، وها هو رئيس الوزراء يسعى إلى الوقيعة بين
أبناء البلد الواحد بين المدنيين والعسكريين، بعد أن فشل فشلاً ذريعاً في حربه
الطائفية، لذلك فإن نوري المالكي يريد أن يجعل من القوات المسلحة رغماً عنها أداة
لخدمة أغراضه الشخصية والحزبية والانتخابية، للاصطدام بالمعتصمين السلميين بقصد
ارتكاب مجازر أخرى لقتل المدنيين العزل، مثلما يجهز الآن حملته الدموية للانقضاض
على الحراك السلمي في الرمادي والموصل وديالى وصلاح الدين.
لذلك
نهيب بجميع منتسبي الأجهزة الحكومية من القوات المسلحة والشرطة المحلية والأجهزة
الأمنية أن يتذكروا بسالة الجندية العراقية ومواقفها المشرفة، وأن لا ينسوا مآثرها
البطولية، إذ كانت، ومنذ تأسيسها، قوة البلاد وحصن الشعب الحصين، في حفظ كرامة
الوطن والمواطن، وإذا كانت مهمة القوات المسلحة الحفاظ على وحدة البلاد واستقلالها
وحماية الأمن الوطني من أي تهديد أو عدوان خارجي، فإن من أوجب مسؤولياتها المهنية
والأخلاقية تجاه شعبها توفير الأمن والأمان، ونصرة المظلومين، والوقوف إلى جانب
المتظاهرين، فالتظاهرات السلمية خرجت من أجل وحدة العراق، ومن أجل حقوق الشعب كله،
وإن من أعظم الأخطار التي تواجه العراق والمعتصمين، اليوم، تلك المحاولات الخبيثة
التي تسعى إليها الحكومة، لإغراق البلاد بدم الأبرياء، كما أن هؤلاء الحكام الذين
أصبح الحراك السلمي هدفاً لانتقامهم وأكاذيبهم واتهاماتهم، هم الأعداء الحقيقيون
للشعب وللجيش معا، فمع من يجب أن يصطف الجيش؟
إن
الجميع مطالبون بتحمل المسؤولية التاريخية، وإدراك اللحظات الفارقة التي تمر بها
البلاد، فمستقبل العراق معلق، الآن، بكل ما يصدر من أقوال وأفعال، والجيش هو خط
الدفاع الأخير عن استقلال العراق وسيادته، وليس لقتل المتظاهرين. إذ خرج الناس من
بيوتهم مطالبين بالحرية وإسقاط النظام وليس إسقاط الدولة، والفارق بين الحالتين
كبير، وهو الفارق نفسه بين الموت والحياة.
إن
هذه الحكومة الفاسدة الظالمة لا تمتلك أي شرعية، فلا تعتدوا على المتظاهرين تحت إي
ظرف، ولا بد أن تقفوا معهم كواجب شرعي للدفاع عن الشرف لمن يدرك ذلك، فأنتم أبناء
العراق الأبي وليس من العقل أن تطيعوا رجلاً يريد تدمير العراق وشعبه، فإما إن
تنضموا إلى الثورة أو تنأوا بأنفسكم وبسلاحكم إلى حين .
يا ابناء جيشنا الباسل
من
أراد أن يسجل المجد والفخار فهذه لحظة التسجيل، ومن أراد أن يكتب لنفسه وأبنائه
وأحفاده وأحفاد أحفاده العار والشنار فهذه لحظة الكتابة.. فانظروا أي أمر تختارون؟
المجد
والنصر للعراق وشعبه
والخزي
والعار للعملية السياسية الاحتلالية وشخوصها
هيئة
التنسيق المركزية لدعم الانتفاضة العراقية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق