19‏/2‏/2014

عم يتساءلون عن الاحتلال وأعوانه

عم يتساءلون عن الاحتلال وأعوانه
عبد الكاظم العبودي
يتساءل البعض عن أسرار كل هذا التمسك الأمريكي بالمالكي وحكومته؟
لنذكرهم هنا  بثلاث خدمات مالكية  للبنتاغون والبيت الأبيض فقط، وهي كالتالي:

أولا: أتذكرون أن المالكي وحلفاءه ومن خلفه إيران قدموا للأمريكيين اكبر خدمة يقدمها عميل مرتزق من خلال ضمان انسحاب القطعات الأمريكية من الأراضي العراقية بسلامة وحماية إضافية، وبأقل الخسائر المحتملة لهم خلال انتقال أرتال القوات الأمريكية الغازية من كل قواعدها في أرجاء العراق متجهة نحو الجنوب باتجاه البصرة والحدود الكويتية والسعودية والأردنية، حيث وضع المالكي مليشياته وأتباعه وجيشه في حالة إنذار، من عيون ترصد الشارع وتتجسس على أحرار العراق ومقاومته الوطنية ،  وكانت قوات المالكي ومليشياته المُجيشة تشكل دروعاً بشرية لحماية انتقال القوات الأمريكية المنشغلة بأكبر عملية انسحاب مهزوم لجيش غازي  كان مندحراً تحت ضربات المقاومة العراقية.
ثانيا: أتذكرون كيف أشعل الطائفيون وبإدارة إيرانية مباشرة الاقتتال والتهجير الطائفي لإشغال العراقيين بمحن ومصائب إضافية هيأت الظروف لحرب أهلية طائفية، لكي يشغلوا العراقيين، والمقاومة الوطنية خاصة، لكي يطمئنوا ويهيئوا الظرف اللوجستي الداعم للانسحاب العسكري الأمريكي من الأراضي العراقية بأقل خسارة عسكرية ممكنة.
ثالثا: أتذكرون أن المالكي وتحالفه السياسي الطائفي ترك أمام طاولة الأمريكيين ورقة استسلام بيضاء وضع المحتلون عليها كل شروطهم المستقبلية للتحكم في العراق والمنطقة، حيث أملوا بنود اتفاقيتهم التي  كرست الوصاية الأمريكية المطلقة على العراق عسكريا واقتصاديا من خلال وثيقة استسلام مذلة اسمها "الاتفاقية الأمنية والتعاون الاستراتيجي" مع الاحتلال بمباركة وتنسيق إيراني صهيوني .
هذه هي خدمات المالكي للأمريكيين في عهدتيه، فهل هناك من عجب أكثر من هذا لكي يتساءل البعض  ببلادة أو عن غفلة ودراية للأمور؟
ولماذا يتساءل البعض عن كل هذا التمسك بالمالكي، وعن كل هذا التغاضي عن جرائمه المرتكبة في العراق؟ والغرابة أكبر هنا حين يتساءل البعض عن أسرار الدور الإيراني في العراق الذي ظل مستمرا منذ أن مهدت إيران كل الظروف لإدارة بوش والقوات الأمريكية لغزو واحتلال أهم دولتين بجوار بلاد فارس وهما أفغانستان من الشرق والعراق من الغرب، وساعدت باراك أوباما تحقيق أهدافه ما سمي بالانسحاب الأمريكي من العراق وأفغانستان بأقل الخسائر الممكنة.
نظن بعد كل هذا: انه لو عرف السبب بطل العجب.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق