بيان من الأمانة العامة لهيئة التنسيق المركزية لدعم الانتفاضة العراقية:
إدانة تصاعد سياسات الإنتقام والقمع في العراق
نداء واستغاثة إلى:
الأمم المتحدة وهيئاتها
كل أبناء شعبنا
العراقي الصابر المناضل
كافة قوى التحرر
والسلام والديمقراطية في العالم
في حمى تصاعد سياسات
الانتقام والحقد والقمع الجاري في العراق يتقاسم سياسيوا المنطقة الخضراء أدوارهم
بكل خسة ودناءة لإبادة شعبنا وإذلاله، وهم يحاولون هذه الأيام اختتام وتمرير دورة
من دورات استحالتهم بصورة دموية قذرة قلما مر بها شعبنا في العراق على مر العصور.
منذ
إعلان ترشيح حيدر العبادي تصاعد هَوَس وهستيريا ثيران المالكي السلطوية الذي يتمادي
بوحشية في تنفيذ أكثر الجرائم الدموية ضد الشعب العراقي، وكأنه بذلك يعلن حالة
انتقام شامل لا مثيل لها ضد هذا الشعب بكل مكوناته وطوائفه ومحافظاته التي رفضت
الخضوع لحكمه.
إن ما
يجري على ارض الوطن في هذه اللحظات يعكس حالة هستيرية من الانتقام الهمجي المُمَّنهج
يتصدره ويقوده نوري المالكي بنفسه منتقما ضد العراق كله، وخاصة ضد المحافظات
الثائرة ضد سلطته في غرب وشمال الوطن ومناطق حزام بغداد وجنوب الوطن .
إن المالكي
ومليشياته وبقايا فرقه العسكرية المنهارة تدرك أنها ستقف يوما أمام عدالة شعبنا
ومحاكمة التاريخ لها ولكل المجرمين الذين أوغلوا بدماء شعبنا إجراما قلَّ مثيله في
تاريخ العراق والعالم. وإذا كان الأمر كذلك مع هؤلاء؛ فان من يظن من البقية
المنخرطة في العملية السياسية انه سيكون خارج دوائر الحساب والمتابعة والإدانة على
ما يجري فهو واهم تماما، لأنهم قبلوا وبوعي وإدراك منهم بالمشاركة السياسية وتقاسموا
من خلالها مغانم السلطة ويتشاركون مع حكومة المالكي بكل تبعاتها السياسية والأخلاقية
وما ألحقته من خراب شامل يَعّم العراق كله.
ولا شك أن الصورة
القائمة في العراق اليوم والماثلة أمام الجميع لا تحتمل الفرز بين ضالع متقدم في
تنفيذ الجرائم مباشرة وما بين متفرج قد يوهم نفسه انه غير معني مباشرة بما يجري من
ارتكاب للجرائم،وخاصة زمرة الثلاثي في رئاسة البرلمان والجمهورية والحكومة (سليم
الجبوري وفؤاد معصوم وحيدر العبادي) المتواطئة بصمتها ولا أباليتها مع ما ينفذه المالكي
في سياسة الارض المحروقة وهم من الذين ارتضوا لأنفسهم ترك المالكي والعامري
والدليمي وبقية الطُغمَة المُتَعَّسكرة في
فترة ما تبقى من حكمهم يمارسون دور الثيران الهائجة تاركين للآخرين ممارسة دور
قطيع النعام الدافن لرأسه ظاهريا في الرمال ظنا من أنهم سيكونون خارج نطاق
المحاسبة.
إن هيئة التنسيق
المركزية لدعم الانتفاضة العراقية اذ تنبه الجميع وتحذر ممن ارتكبوا ويرتكبون
الجرائم في هذه الحملة الدموية الظالمة ضد مدننا المنتفضة والثائرة على سلطتهم من
أن استغلال الوضع الدولي وتواطؤ بعض المنظمات الدولية وسكوت الجامعة العربية
ومنظمة المؤتمر الإسلامي وغيرها من المنظمات الدولية والإقليمية، وحماية القوات
الأمريكية وتدخلها الجوي والأمني والدعم العسكري والتعبوي الإيراني والتسليح
الروسي لن يستمر إلى الأبد، كما أن الفترة الانتقالية المقررة ما بين تَسَّلُم
وتسليم السلطة ما بين نوري المالكي وخليفته حيدر العبادي، ولحين إعلان تشكيل
الحكومة الجديدة لا تعفي كل المساهمين في إعداد الدور الانتقالي هذا من مسؤولية
المحاسبة والمتابعة وحتى الإدانة التامة عن جرائم المالكي المنفذة الآن في عديد
مناطق الوطن، وخاصة ما يجري من انتقام واسع وهمجي ضد ملايين المدنيين في محافظات
ديالى وصلاح الدين ونينوى والأنبار.
ان
القصف الذي يطال مدننا العراقية بالقصف الجوي العراقي والإيراني والأمريكي لا يمكن
إدراجه وقبول تبريره في ما تطلق عليه الإدارة الأمريكية بمحاربة " داعش"
أو " مكافحة الإرهاب" في المنطقة؛ طالما أن القصف الجوي والمدفعي وتساقط
البراميل المتفجرة ينال أكثر المدن والأحياء الشعبية ويطارد حتى التعساء من
النازحين إلى محافظات أخرى، وبات يتسبب في حدوث مجازر متكررة ويومية لا يمكن
متابعة حساب ضحاياها نالت من النساء والأطفال والشيوخ وآلاف النازحين المدنيين وفي
أكثر من مدينة ومحافظة عراقية.
وإذا كانت الإدانة
لجرائم الإبادة المنفذة اليوم على ارض العراق تتوجه مباشرة إلى قيادة الجيش
والداخلية فإنها لا تعفي من مسؤوليتها كذلك بقية المُنَفذين لها من كيانات وأحزاب
سياسية ومليشيات مسلحة، معروفة العناوين والرايات والقادة، وكذلك ممن سموا أنفسهم
" المجاهدين" تحت لواء حملة
فاشية طائفية تتجمع في ألوية وكتائب مليشياتية فاشية تُدمَج تدريجيا بفلول جيش
المالكي تحت عنوان "الحشد الشعبي" ويصاحبها تشكيل الصَحَوات القديمة
والجديدة، وكذلك يدعمها بقية المنخرطين في العملية السياسية، وكتل البرلمان بدورتيه
البائدة والقادمة، وخاصة قادة ما يسمى بكتلة " التحالف الوطني" بقيادة
الجعفري والحكيم والصدر الذين يمارسون من خلال تواطئهم وسكوتهم وحتى مباركتهم الأفعال الدموية المشينة، لعبة عنوانها
"دعوه يفعل .. دعوه يقصف ويدمر بكل هستيريا الحقد" من خلال نوري المالكي
وهادي العامري والدليمي وهم يتحملون المسؤوليات الكاملة عن ما يجري كونهم هم قادة لمليشياتهم
الموكلة على الأرض المحروقة بتنفيذ بقية المهام القذرة التي تتطلبها حملات المالكي
من انتهاك لحرمة المواطنين وتنفيذ الاغتيالات والنهب المنظم وسيادة الفوضى على كل
الأصعدة في العراق المحترق.
ان هيئة التنسيق
المركزية لدعم الانتفاضة العراقية، التي تضم نخبة من ابناء العراق من كل الأعراق
والأديان والإتجاهات، تجدّد عهدها الثابت بالوقوف مع كافة أبناء شعبنا العراقي وفي
جميع محافظات الوطن في محنته التاريخية هذه، تعلن وكما هو عهدها، عن تجنيد كل إمكانياتها
المتاحة من اجل تشديد التضامن مع كل أبناء شعبنا، في الوقت نفسه، تناشد الضمير
العالمي مرة أخرى العمل من خلال تَحشيد جبهة قوى التحرر والسلام في العالم وبتجنيد
مناضلي الحرية والمدافعين عن حقوق الإنسان في كل مكان العمل الفوري والمطلوب على
كل الأصعدة، وخاصة على المستوى الإنساني والسياسي والإعلامي ، من اجل فضح ما يجري
في العراق من جرائم وتحميل مسؤولية ما يجري بسبب تدخل وإشراف وتعاون قوى الاحتلال
الأمريكي والإدارة الأمريكية ومعها التدخل الإيراني وبقية القوى المحلية التي تم
تجنيدها منذ الغزو للعراق لقمع حرية شعب العراق وتطلعه من اجل التحرر والسلم
الاجتماعي، ندعو كافة شعوب العالم الوقوف بحزم ومسؤولية أخلاقية لحماية شعب العراق
من الإبادة المنظمة الجارية وفضح كل القتلة والمجرمين والطامعين في تدمير العراق
ونهبه.
وان غدا لناظره
قريب
الأمانة
العامة لهيئة التنسيق المركزية لدعم الانتفاضة العراقية
صدر
في الثالث من أيلول 2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق